
واشنطن وموسكو تتوصلان لاتفاق لحل أزمة {كيمياوي} سوريا
اعلنت كل من واشنطن وموسكو، توصلهما الى اتفاقية لحل ملف الاسلحة الكيمياوية السورية بعد ثلاثة ايام من المباحثات بينهما، فيما رحبت باريس ولندن بالتقدم الذي احرز في هذا الشأن.
في وقت قالت فيه مصادر دبلوماسية إن تقرير مفتشي الأمم المتحدة بشأن استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا، يتوقع تقديمه إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، غدا الاثنين.بنود الاتفاقية
واكدت موسكو وواشنطن في اتفاقية تبنتاها في ختام محادثات وزيري خارجيتهما سيرغي لافروف وجون كيري في جنيف امس السبت، أن الطريق الأكثر فعالية لحل ملف السلاح الكيمياوي السوري هو نقل أكبر قدر منه إلى الخارج من أجل إتلافه.
وجاء في الوثيقة التي تتكون من أربع صفحات: “نعتقد بأن الطريق الأكثر فعالية للرقابة على هذا النوع من السلاح هو نقل أكبر قدر ممكن منه إلى خارج سوريا تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية وتدميره لاحقا”.
وأكدت موسكو وواشنطن في الوثيقة المشتركة ضرورة أن يشارك خبراء من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي في نشاط الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية الهادف إلى حل ملف الكيمياوي السوري.
وجاء في الاتفاقية: “ترى الولايات المتحدة وروسيا أن فعالية نشاط منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية والأمم المتحدة سترتفع إذا شارك فيه خبراء من الدول الخمس دائمة العضوية في الأمم المتحدة”. وحددت روسيا والولايات المتحدة في الاتفاقية هدفا مشتركا لهما وهو “نقل جميع أنواع السلاح الكيمياوي إلى خارج سوريا وإتلافه”، على ان يجري ذلك “في النصف الأول من العام 2014 المقبل”.
وطلبت الدولتان في الوثيقة التي تبنتاها في جنيف أن تقدم سوريا خلال الأسبوع المقبل قائمة شاملة للأسلحة الكيمياوية التي تمتلكها. وأكدتا أن هذه القائمة يجب أن تضم “أسماء وأنواع وكميات المواد الكيمياوية، وأنواع السلاح، إضافة إلى أماكن وطرق تخزينها وإنتاجها، ووسائل تصنيعها وتوصيلها”.
كيري ولافروف
واكد كيري «ضرورة التزام السلطات السورية بضمان دخول المفتشين والخبراء المعنيين بالعمل في هذا الملف داخل سوريا وضمان سلامتهم هناك مشيرا الى مسؤولية المعارضة السورية ايضا عن سلامة الخبراء اثناء اقامتهم وتنقلهم في سوريا».
واوضح كيري «ان هذا الاتفاق يعزز معاهدة حظر الاسلحة الكيمياوية بما فيها الحالات الاستثنائية وبما فيها التطبيق الشامل والدعم الكامل من الامم المتحدة في التفتيش والتدمير»،وشدد على ان «عدم الالتزام بهذا الاتفاق سوف يؤدي الى فرض اجراءات وفق الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة من خلال مجلس الامن».
وشرح كيري «ان ما تم التوافق عليه هنا اليوم خطوة ملموسة لاسيما وان الطرفين الروسي والاميركي يدركان جيدا ان ان الازمة السورية ليس لها حل عسكري، بل يجب ان يكون سياسيا دبلوماسيا».
واضاف «اهمية هذه القمة تكمن في ارساء الشروط المناسبة للحل السياسي للازمة السورية وتسمح بتطبيق بيان (جنيف 1) الصادر في شهر حزيران العام الماضي».
واوضح كيري «ان هذا الاتفاق سوف يعمل على تعزيز الجهود الموازية بما فيها ايضا عقد (جنيف 2)».
في الوقت ذاته رأى «ان الدبلوماسية تتطلب شركاء متعاونين ولذا يجب توجيه الشكر الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ارادته لانتهاز فرصة التفاوض على انهاء ملف الاسلحة الشامل في سوريا كما ان رغبة بوتين في البحث عن حل ومتابعة الجهود كان اساسيا للوصول الى تلك المرحلة». وقال وزير الخارجية الاميركي «ان الجميع الآن يتوقعون من الرئيس السوري الالتزام بما قطعه على نفسه اذ يجب ان يدرك انه لا مجال للتسويف».
من جانبه قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف «ان القرار الذي تم الوصول اليه على درجة عالية من المهنية وحقق هدف هذا اللقاء وتطبيق ما تناقش فيه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والاميركي باراك اوباما مؤخرا على هامش قمة العشرين في (سانت بطرسبورغ)».
واكد لافروف ان « الاتفاقيات التي توصلنا اليها بشأن سوريا لا تشير الى احتمال استخدام القوة». ولفت الى أن أي خرق للاتفاقيات بشأن كيمياوي سوريا سيتم النظر فيه في مجلس الأمن».
ترحيب
ورحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالاتفاق، وقال إن اجراءات عاجلة ستتخذ الآن لتنفيد الاتفاق.
وقال على حسابه على تويتر «تحدثت مع وزير الخارجية (جون) كيري… المملكة المتحدة ترحب بالاتفاق الأميركي الروسي بشأن الأسلحة الكيمياوية السورية.. اجراءات عاجلة ستدخل حيز التنفيذ الآن.»
كما رحبت فرنسا بالاتفاق ايضا، ووصفته بأنه «خطوة مهمة للأمام» مضيفة أن محادثات ستجري غدا الإثنين في باريس تتركز على تنفيذه.
وقال لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي في بيان بعد وقت قصير من توصل الولايات المتحدة وروسيا للاتفاق «مسودة الاتفاق التي جرى التوصل إليها في جنيف بخصوص القضاء على الأسلحة الكيمياوية التابعة للنظام السوري خطوة مهمة للأمام.»
وأضاف فابيوس أن فرنسا ستوضح موقفها اعتمادا على نتائج تحقيقات مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة بشأن هجوم كيمياوي في سوريا الشهر الماضي.
نتائج اللجنة
من جانب آخر، قالت مصادر دبلوماسية إن تقرير مفتشي الأمم المتحدة بشأن استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا، يتوقع تقديمه إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، غدا الاثنين.وأوضحت ثلاثة مصادر دبلوماسية مختلفة، أن التقرير سيتناول تفاصيل حادثة استخدام السلاح الكيمياوي في هجوم ريف دمشق في 21 آب الماضي، الذي قالت الإدارة الأميركية إن أكثر من 1400 شخص قتلوا فيه، وهددت بالرد عليه بهجوم عسكري.
وأكدت الولايات المتحدة أن القوات النظامية، هي من استخدم السلاح الكيمياوي في الهجوم، وشككت بأن التقرير الأممي سيحدد الجهة المنفذة له.