
مبادرة تنطلق في الناصرية لتنظيف نهر الفرات من النباتات الضارة ومخلفات الحروب والصرف الصحي
انطلقت في مدينة الناصريه مبادرة ” دفاعا عن الفرات ” في محاولة من بعض المثقفين للفت أنظار الحكومة المحلية ومنظمات المجتمع المدني في الاهتمام بنهر الفرات الذي ذكرته الكتب المقدسة ويشق الناصرية لقسمين .
وقال منظم المبادرة طارق حربي في كلمته التي ألقاها أمام بعض المؤيدين والمدافعين عن هذه الفكرة وعلى ضفاف الفرات وتابعتها جريدة الناصريه الالكترونية ” نقف اليوم على ضفاف نهر الفرات الخالد للفت أنظار الحكومة المحلية في الناصرية، إلى ضرورة الاهتمام بالبيئة عامة، والفرات خاصة، عبر كريه وتنظيفه من القصب والبردي والنباتات الضارة بينها الشمبلان، وكذلك مياه الصرف الصحي والأوساخ والنفايات.
وأضاف حربي ” إن الفرات الذي ورد اسمه في الكتب المقدسة، واحد من أربعة أنهار خلقها الله في بدء التكوين، ويمر بالناصرية بطول ثلاث كيلومترات ويشطرها إلى نصفين، يحتاج إلى المزيد من الرعاية والاهتمام، سواء من الحكومة المحلية، أم من الفعاليات الاجتماعية والثقافية والبيئية، ولعل السبب المباشر لعدم انتشار الشمبلان سابقا، وكان النهر حتى وقت قريب يخلو منه ومن منظره النشاز، هو الجريان القوي والمستمر لمجرى النهر، مايؤدي إلى تنظيفه من النباتات الضارة والنفايات على مدار السنة، من جهة ثانية، أدى انخفاض مناسيب المياه، وانعدام الدهلة، بعد إقامة السدود التركية، في اطار حروب المياه في الشرق الأوسط، إلى نفاذ ضوء الشمس إلى أعماق النهر، بما يكفي لإنتاج بيئة خصبة لنمو الأعشاب الضارة ومن بينها الشمبلان، ويوحي منظره من فوق جسر النصر بالأرض الموات؟!
وتابع كلمنه بالقول ” خلال اطلاعنا على تجارب الدول واهتمامها بالبيئة عامة، والأنهار خاصة، وجدنا اهتماما متزايدا بالأنهار وشواطئها ومنابعها ومصباتها وكريها وتنظيفها، ووضع الإشارات لتحذير السكان من الصيد الجائر، وتحذير السباحين من المناطق الخطرة حفاظا على حياتهم، ووضع الدلالات على أماكن وجود أنابيب سحب المياه إلى مشاريع التصفية، وكل ذلك يجري في تخطيط سليم حفاظا على البيئة، باعتبارها احدى العناوين التي توليها الشعوب المتمدنة جلَّ اهتمامها، وكذلك باعتبار أن أعماق البحار والأنهار بما تختزنه في أعماقها، تشكل طبيعة ثانية!
واضاف ” إن وقفتكم اليوم أيها الأصدقاء الأعزاء في هذا المساء، هي وقفة انحياز تام للإنسان والطبيعة، ولايمكن التمييز بينهما في تكاملية الحياة وتوقيرها، ويدخل الفرات عنوانا صارخا على الإهمال واللامبالاة من قبل الحكومة المحلية، حاله مثل حال الكثير من المرافق الخدمية ومعالم مدينتنا التي ترزح تحت خط البؤس والفقر والحرمان، حيث وضعتها وزارة التخطيط في تقريرها لسنة 2013 في مرتبة ثاني أفقر محافظة في العراق الجديد!، وهل يكون ذلك لولا الصراع السياسي في بغداد والناصرية وانعكاساته السلبية على مفاصل الحياة في العراق؟!
وختم منظم المبادرة كلمته “باسمكم جميعا نتوجه إلى الحكومة المحلية والمؤسسات ذات العلاقة، بضرورة إعادة الوجه المشرق لنهر الفرات باطلاق حملات منظمة لكريه وتنظيفه من النباتات الضارة، وإعادة الحياة إلى الشواطئ بمد البساط الأخضر لأنها ملك لمدينة الناصرية وأهلها الأعزاء.