سوريا… الموت يمر من هنا

الكاتب / علاء كولي

أسوأ قتل هو في شهر رمضان..لم يحترم اي أحد من هولاء السفلة شهر رمضان المبارك، كيف لهم ان يقتلوا الناس في شهر الرحمة.. الجرائم البشعة التي أقترفها الجولاني، سيفتح باب الكراهية في سوريا بشكل دائم، بل سيفتح باب الجحيم على هذه الامة التي يوما ما كانت تؤمن بالجمال والغناء، ولا علاقة لها بالدين او بالسياسة.

لكن لا أدري لماذا أشعر بأن جرائم القتل والتصفية التي تقوم بها عصابات الجولاني هو نكاية بالعراقيين، أو محاولة لاستفزازهم وهو أمر مقصود، أي جهة كانت خلف هذه الجرائم، فهي بالتأكيد على صلة بمشروع الجولاني ومشروع كل تنظيم ارهابي يسيطر على اي دولة.

وهي رسالة واضحة لنا ولأي جماعة بشرية بالعالم، بأن الارهاب حينما يحكم تكون هذه النتيجة المتوقعة، تصفية وقتل ومجازر وإبادة، وهي رسالة مؤكدة لنا بأنه علينا أن نكون على إستعداد دائم حينما تكون جارتنا مصابة بداء الارهاب، ويجب محاسبة كل شخص او جهة تتعاطف مع نظام قمعي مدان بالارهاب، قد يتمدد ويصل الى أي جهة قريبة عليه ومحاولة القضاء على كل خلية نائمة تدعم هذا الكيان.

لا يختلف كيان الجولاني في سوريا عن الكيان الاسرائ ي لي مطلقا من حيث ابادة الناس وقتلهم واستفزاز مشاعر العالم، علينا ان نكون يقظين جدا بما يحصل خارج حدودنا ويقظين من الداخل خشية ان تستفحل ظاهرة الدعم لهذا الكيان القاتل…

لماذا نحن نتفاعل ونتابع احداث سوريا بهذا الشكل، أولا لأن سوريا تهمنا ولدينا معها ذاكرة طويلة لا تنتهي، وثانيا ان الناس الذين يتعرضون للتصفية والقتل بالشوارع، هم لأنهم يشبهوننا من حيث الانتماء والمعاناة والالم، نتفاعل مع سوريا، لأننا تعرضنا الى مجازر تاريخية طويلة تذكرنا احداث سوريا اليوم وتعيد الينا ذاكرة وبشاعة الالم الذي مررنا به، لحظة سقوط الموصل وسبايكر والاقتتال الطائفي عام 2006 و2007 وغيرها من الاحداث خلال التسعينيات وما فعله بنا البعث من جرائم.

سوريا الجميلة، لا يستحق معها هذا المصير، لكن هذه هي نتيجة الدكتاتورية التي بدأت مع عائلة الاسد التي اقتلعها الجولاني واسس لكيانه المتطرف، هذه هي حصيلة الانظمة القمعية التي ترحل بالقوة، لا تترك خلفها سوى الكراهية والموت والدمار والخراب في الارض ونفوس الناس.

علينا أن نفهم دائما أن هناك من يسعى لأيذائنا كلما سنحت له الفرصة، من مؤامرات او محاولات لاسقاط اي شيء، لهذا دائما يجب ان تكون لدينا دبلوماسية ناضجة تفهم الوضع الدولي والاقليمي وتفهم كيف تصنع صداقات وعلاقات متينة مع الدول المؤثرة في المشهد السياسي العربي.

bb
Comments (0)
Add Comment