التجارب السابقة والقادم غدا..!

الكاتب/ د. عباس عبود سالم

بعد ثلاث تجارب افرزها الإطار التنسيقي وكانت تجارب مختلف عليها هي:

تجربة عادل عبد المهدي التي انتهت بالاستقالة..
تجربة مصطفى الكاظمي التي انتهت بالإطاحة ..

تجربة محمد شياع السوداني التي اختلفت نهايتها عن بدايتها بشكل جذري …
هنا يكون الشيعة في العراق (الإطار التنسيقي) امام مهمة تاريخيّة ربما تكون غير مسبوقة لاسباب داخلية وخارجية.

من هنا تبرز صعوبة اختيار رئيس وزراء جديد يمثل الشيعة ليس يكل ما حصلوا عليه من أصوات بل بكل ما يحملون من أرثر إنساني وحضاري وإسلامي .

بكل ما ملقى عليهم من مسوولية وطنية وانسانية واخلاقية وشرعية تفرض عليهم حماية العراق وقيادته وادارته باقصى درجات الإخلاص والإنصاف والعدالة..

لهذا فان الاختيار هذه المرة يجب ان يكون وفق المصلحة الوطنية لا المصلحة الحزبية والفئوية..
لكن من الذي سيتم اختياره ؟

وما المطلوب من رئيس الوزراء في المرحلة المقبلة ؟

ايام عبد المهدي كانت المرحلة تحتاج شخصية منفتحة مواكبة لحركة العالم قريبة من المجتمع.
في ايام الكاظمي كان المطلوب شخصية قريبة من حراك الشارع قادرة على تخفيف التوترات الداخلية والخارجية.

في ايام محمد شياع السوداني كان المطلوب نموذج إطاري يعيد الثقة بالمنظومة السياسية التقليدية.
وفي المرحلة المقبلة مطلوب شخصية تقرا التحولات الخارجية وتعرف ماذا يريد الآخرون من العراق ..
شخصية غير مغرمة بالتقاط الصور مع الزعماء الأجانب غير منهمكة بوسائل التواصل الاجتماعي غير مياله للانقياد خلف مزاجيات الإعلام ..

شخصية تمتلك برنامج ومشروع يضمن الحفاظ على الدولة الحقيقة التي تسكن قلوبنا وضمائرنا لا الدولة الافتراضية التي يحدثنا عنها الإعلام …

الملف الخارجي هو البداية لرئيس الوزراء القادم ..
الملف الامني هو المرتكز
الملف الاقتصادي هو الهيكل

فمن الذي يمتلك خطة واقعية لإصلاح المنظومة الامنية وتأسيس اقتصاد يراعي الهوية العراقية بعيدا عن المبالغة في بطولات وهمية وعنتريات فارغة او تقليد اجوف لا نريد الحديث عن خصخصة اهدرت الثروة الوطنية وأفقرت الشعب وقد سئمنا الانغماس في استثمار اتخم جيوب الراسماليين الجدد على حساب عامة العراقيين ..واستحمار أوصلنا إلى ما فوق التفاهة ..

نريد صدق مع الله والشعب
نريد إخلاص وقوة وواقعية
نريد الذي يرى الأشياء بحجمها الطبيعي
لانريد منظر ولا مصور ولا متحور

وارى أن اختيار رئيس الوزراء مع وزير خارجية مع اعادة تقييم شامل لملفي الاقتصاد والامن هو كفيل بالنجاح..

الوقت يمر سريعا
والطبقة السياسية لا تنتج سوى المهاترات والتسريبات والتلاسن بعيدا عن البرامج الموضوعية المقنعة التي يحتاجها الناس ..

جميعنا ننتظر منكم عدم الوقوع في الأخطاء السابقة واختيار شخصية لاتنكرر معها مآسي وإحباطات العهود الثلاثة الماضية بكل ما قيل ويقال عنها ..

Comments (0)
Add Comment