فليستمر صومكم إلى رمضان القادم؟

الكاتب/إبراهيم محيسن الخفاجي

قد يمتعض البعض منكم وينصدم عند قراءة العنوان وهو يصارع الليالي ويعد الساعات والايام ويناطر على فارغ من الصبر قدوم عيد الفطر المبارك حتى يودع ظمأ نهار شهر رمضان شديد الحرارة مع ساعات انقطاع الكهرباء الطويلة والمزعجه في هذا الصيف الملتهب ودرجات الحرارة التي شارفت على الخمسين، بعد وعود وزارة الكهرباء بتقليل ساعات القطع والتي تلاشت وذهبت ادراج الرياح !
مؤكد أن ما أقصده ليس تمديد صيام شهر رمضان ليصبح الصوم عام كامل فالحكمة الإلهية نصت على صيام شهر رمضان ومن أراد التقرب إلى الله تعالى بصيام مستحب وبأيام معلومة فله ما شاء من أجر قد وعده الله تعالى به .
لكن ما وددت التطرق له هو الإنتباه إلى ظاهرة تكاد تكون مجتمعية نلحظ بها الإلتزام الشديد في أيام المناسبات الدينية كشهر رمضان المبارك أو أيام محرم الحرام والزيارة الاربعينية ليصبح فيها المجتمع ملائكي يبعث على الانشراح والسرور ثم يحدث ما نتفاجى به وعلى حين غره بتراجع خطير واضح وملموس إلى ما كنا عليه بعد انتهاء هذه المناسبات الدينية ويعود الكل إلى ممارسة ما تعود عليه من أفعال لايقبلها الله عز وجل !!
أن ما يدور في مخيلتي اسئلة وأفكار جمه منها مثلاً
لما لا نأخذ من هذه الليالي العامرة بالتقوى والأيمان زاد نتزود به إلى الأخرة ونفوز به يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم أو بالأحرى لما لايترك ما قمنا به من عمل في أيام شهر الطاعة والغفران اثر ملموس على واقع حياتنا اليومية في تعاملنا مع بعضنا البعض من توادد وتراحم ونبذ العنف والابتعاد عن المحرمات وملازمة افعال الخير والمعروف . طبعاً انا لا أقصد الجميع فهناك قلوب عامرة بالأيمان وأهل للتقوى ورمضان وغيره من أيام الله ربيع لقلوبهم واساس لتواددهم وتراحمهم في ما بينهم .
لكن خطابي موجه للكثيرين ممن نشاهدهم وعلى احتكاك بهم في الواقع الذي نعيشه وهذا يدعوا لتسأل طالما يتردد في مخيلة الفرد منا ؟
اين يكمن الخلل يا ترى ؟
هل لان الأغلب فينا يميل إلى الريا في العمل وتكون العبادة شكلاً لا مضموناً او أن الشياطين قد فُكت قيودها بعد هذا الشهر الفضيل وعادوا الى ماكانوا عليه من اقتران بالبشر كما يدعي البعض ممن يبحث عن عذر يخدع به نفسه ليس الا ام ان هناك متعلقات أخرى لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم !!

 

Comments (0)
Add Comment