مطار الناصرية الدولي…من الإفتتاح الى الهاوية

خاص/جريدة الناصرية الالكترونية:
لم يكن من إفتتاح مطار الناصرية الدولي، هكذا كما كتب في اليافطة الرئيسية عند الدخول اليه، سوى محاولة بائسة لتأسيس المشاريع غير النظامية والمتلكئة في العمل في محافظة ذي قار، سيما وأن وجود مطار في المدينة التي تعاني من نقص الخدمات قد يكون متنفسا وموردا اقتصاديا جديدا يضاف اليها، لا أن يتحول الى مؤسسة عاطلة عن العمل.
وقد شهدت ذي قار في اذار من العام 2017، افتتاح مطار الناصرية الدولي، بحضور وزير النقل السابق كاظم الحمامي، وحضور عدد كبير من مسؤولي ونواب محافظة ذي قار، في حفل رسمي، أثار الجدل بشكل واسع في العراق أستمر على مدى أيام طويلة، حيث ظهر فيها المطار دون الطموح ومخيبا للأمال، بحسب ناشطين ومدونين من ذي قار.
وسخر العراقيون بشكل كبير، بسبب شكل المطار الدولي الذي ظهر خلال الإفتتاح، وأعتبروا المشروع من المشاريع الفاسدة التي لا يمكنها ان تضيف شيء فيه، دون اعلانه للإستثمار لشركات عالمية رصينة.
ومنذ الإفتتاح وحتى اليوم الذي مر عليه أكثر من عامين، ورغم تنازل وزارة الدفاع عن 800 دونم لصالح أرض المطار لاستكمال تمليكه، لا يزال المطار مجرد هيكل، حيث لا تطوير في بناه التحتية ولا تغيير سوى وضع كادر من عدة مؤسسات، على رأسهم مدير جديد للمطار تم تنصيبه على أساس المحاصصة، وبينما لا يزال المطار أيضا يستقبل طائرتان في الاسبوع فقط، وبعدد ركاب لا يتجاوز في اغلب الاحيان 80 راكبا، وفي بعض الحالات 4 ركاب.
وفي 20 نيسان 2019، كشف عضو مجلس ذي قار، مرتضى الإبراهيمي، عن وجود ثلاث جهات تتصارع من أجل فرض سيطرتها على المطار، لافتا الى أن هذا الصراع قد حال دون تطويره، في حين كلف رئيس مجلس الوزراء الحالي، عادل عبدالمهدي، أمين عام المجلس، حميد الغزّي، بمتابعة قضية مطار الناصرية وإزالة العراقيل التي تقف بالضد من تطويره”.
وبين الابراهيمي، أنّ “هناك ثلاث جهات حكومية تسعى للسيطرة على مطار الناصرية الدولي، هي: إدارة محافظة ذي قار، ووزارة النقل، وسلطة الطيران المدني، وكل جهة من تلك الجهات تملك أدلتها للسيطرة على المطار وإدارته”.
وفي لحظة مفاجئة، ظهر مطار الناصرية خلال الشتاء الماضي، غارقا في المياه وبشكل مذهل، حيث أحرج الحكومة المحلية التي تتحدث عن ترميم المطار وسعيها الدائم الى الاهتمام به وهو ما اثار الجدل بشكل واسع من قبل أهالي المحافظة الذين طالبوا بضرورة احالته الى الاستثمار وبأسرع وقت وقطع الطريق امام الفاسدين.
وفي السياق، قال عضو مجلس ذي قار، رشيد السراي، بأن “مطار الناصرية غير مؤهل لإفتتاحه بوضعه الحالي لعدم توفر الامكانيات والخدمات المؤهلة لديمومته”.
ولم تتمكن إدارة المطار، الحديثة من تعديل او تطوير المطار او اضافة رحلات جوية جديدة او الترويج بشكل جيد لاستقطاب اهالي المحافظة الذين لازالوا يفضلون الطيران عبر مطار البصرة أو النجف خلال الرحلات الى إيران وغيرها من الدول القريبة.
وكان محافظ ذي قار يحيى الناصري، قد أكد في افتتاح المطار على سعي الحكومة المحلية لدعم المطار المدني بمختلف السبل، وسنعمل على فتح مجالات الاستثمار لإدارته وتقديم كافة الخدمات اللازمة وبموجب مواصفات المنظمات الدولية المتعددة، وسيكون للمستثمرين دور مهم واساسي في النهوض بواقع المطار وتوفير مختلف الخدمات للمسافرين”.
ومطار الناصرية الدولي هو أحد مطارات العراق الحديثة وثاني مطار مدني في جنوب العراق بعد مطار البصرة، افتتحه وزير النقل العراقي السابق، كاظم فنجان، في الـ10 من شهر آذار عام 2017.
Comments (0)
Add Comment