أستفاق العراقيون من نومهم على أغلب وسائل الاعلام وهي تتناقل زيارة الرئيس الامريكي دونالد اترامب الى قاعدة عين الاسد ليحتفل مع جنوده باعياد الميلاد (الكرسمس).
لربما كان الخبر صادم للكثير منا فنحن لا نعلم بتواجد الجنود الأمريكان بهذا العدد الهائل والكبير والذي دعا رئيسهم للقدوم والاحتفال معهم ،فما كان يطمئننا هو ظهور رئيس وزرائنا السابق (الدكتور ابو يسر) بين الفينة والاخرى ومن على شاشات التلفاز في مؤتمراته الصحفية الاسبوعية ويقول (بصراحة الامريكان الموجودين عدنه باعداد قليلة ومهمتهم تدريبية بحته) السؤال هو من الذي غض الطرف عن تواجد هذا العدد الهائل من الجنود الامريكان واعادهم من الشباك بعد ان اخرجهم العراقييون في اتفاقية الاطار الإستراتيجي ولما هذا الصمت كل الفترة السابقة ليستفيق الجميع على نبأ الزيارة المثيرة للجدل ومالذي دعا الادارة الامريكية لتتجاوز الاعراف الدبلوماسية في هذه الزيارة لرئيسها ترامب؟ تساؤلات عديدة واسئلة كثيرة حملتها خواطر اكثر العراقيين فانقسم الشارع الى قسمين وذهبت التحليلات الى أمرين لانعلم نُرجح أيهما …؟
لا ندري هل هناك رسالة اراد الأمريكان أيصالها للحكومة العراقية مفادها انكم بلد مسلوب السيادة وتابع لنا ولا قدرة لكم للتحكم بأموركم والسيطرة على حدودكم وأجوائكم وعليه لا حاجة لنا بطلب الأذن منكم فالبلد مباح لمن هب ودب فكيف ونحن من حررناكم وازحنا عنكم اعتى دكتاتور جثم على صدوركم لاكثر من ثلاث عقود ونيف.
امّ أن رئيس أقوى دولة في العالم لا يثق بالحكومة العراقية ويخشى على أمنه الشخصي فتردد عن أعلان زيارته بشكل علني خوفاً من ان يستهدف استهدافاً مباشراً من قبل التشكيلات العراقية المقاومة القريبة من أيران او من قبل أجهزة المخابرات الأيرانية والتي تستطيع بشكل أو بآخر الوصول اليه.
فكانت الزيارة سرية خاطفة بالشكل الذي حدثت به تركت خلفها الكثير من علامات الاستفهام ؟ هناك من يروج في الاعلام عن مهاتفة لمكتب ترامب مع رئيس وزرائنا ودعوة موجهه للأخير جوبهت بالرفض بسبب مكان اللقاء في قاعدة عين الاسد ولا نعلم بالاجرات التي ركن اليها رئيس وزرائنا بالحفاظ على السيادة الوطنية ؟ السخرية كانت طاغية في التعامل مع هذا الحدث فمنهم من تقبل الامر وبرر ذلك بقيام كل الرؤساء الامريكان مع الحكومات السابقة بهذا الفعل ومنهم من ذهب بعيداً ليقول ان رؤساء امريكا دائماً ماتكون زيارتهم لجميع قواعدهم بهذا الشكل كما في المانيا واليابان.
والاهم من هذا هو أن دونالد اترامب قد فقع عين اسد الرافدين وداس على كبرياءه وكرامته فان تدخل دون أذن لبلد أخر هو اهانة واضحة وصارخة ، لكن ما لانعلمه هل أن ترامب يريد ذلك ام ان هناك من سلم مقدرات البلد لحكومة اترامب ليفعل ما يحلو له.