الازهر والحوزة واليعقوبي، كلنا نعرف عظمة المسيح

 

حين فتحت عينى كنت بين جدران الازهر الشريف طفلا ابن الخمس سنوات بالصف الاول الابتدائى بمعهد الشربينى بالزقازيق مرورا بالمرحلة الاعدادية والثانوية والتخرج …
لم اسمع تلميذا او طالبا فى الصف يسأل استاذه عن حكم الاحتفال باعياد رأس السنة الميلادية أو شم النسيم الذى كان يأتى مع عيد القيامة دائما لم نسال عن عيد الغطاس الذى كنا نشترى فيه القصب والبرتقال ونضع فى نهاية عود القصب برتقاله ونضع فيها شمعه وتطبخ النساء فى كل البيوت لحم وقلقاس …

لم نسال عن حكم هذه العادات والتقاليد المصرية الخالصة ….

وكنا نحتفل برأس السنة وبشم النسيم ونجيب فسيخ وملانة وبعيد الغطاس بدون تنطع ولا تكلف ولا حديث عن اهل ذمه واصل ده مش عارف اية ……..

جورج ابن اخت عم الشيخ محمود ابو هاشم
——

ذات كنت فى زيارة ضريح عم الشيخ محمود بقرية بنى عامر واذا برجل يمسك بالمقام وعلى يده وشم لصليب (!!) فهمست فى اذن صديقى لى وقلت له شوف الرجل ده على ايده صليب !!
قال ايوة ده عم جورج !!
وده دائم الزيارة للضريح
المهم قص الرجل حكايته مع عم الشيخ محمود ابو هاشم رحمه الله
وعم شيخ محمود بو هاشم شخصية دينية وروحانية صوفية عالى المقام يعرفه القاصى والدانى وهو وجيه عند كل الناس بما فيهم القيادات التنفيذية والسياسية وشغل منصب مدير عام منطقة الشرقية الازهرية ….
المهم ان جورج كان شابا لا يجد مسكنا يضمه هو واسرته وعرف ان المحافظة بتوزع شقق للفقراء وعجز على الوصول الى غرضه وقد نصحه احد اصدقائه للذهاب للشيخ محمود فى منطقة الشرقية الازهرية … وذهب جورج الى الشيخ محمود وقال له يا عم الشيخ انا لى طلب عند السيد المحافظ ومش عارف اقابله وعاوز توصيه منك…
امسك مولانا الشيخ كارت شخصى وكتب على ظهره : الى عناية السيد الوزير محافظ الشرقية ارجو الاحتمام بامر هذا الشاب فهو ابن لشقيقتى ..
ذهب الشاب الى مكتب المحافظ ودخل على الفور حينما علم سكرتير المحافظ ان الشاب ابن اخت الشيخ محمود …
سأل المحافظ الشاب اية طلباتك ؟
قال اريد شقة من شقق المحافظة
قال المحافظ هات بطاقتك
ووجد اسمه فى البطاقة جورج اسحق سليمان
وفورا رفع المحافظ الهاتف واتصل على الشيخ محمود وقاله انت بعت لى شاب ابن اختك قال ايوة الله وحياة النبى يا سعادة الوزير تلبى طلبه … قال له المحافظ هو ابن اختك وله زى ابن اختك
قال الشيخ : ابن شقيقتى
فقال له المحافظ بس ده اسمه جورج
فضحك الشيخ وضحك المحافظ وتسلم جورج الشقة …

من الازهر الى النجف:
——–

صرح فضيلة مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام وقال : أن تبادل التهانى بين أبناء الوطن الواحد فى المناسبات الدينية خاصة من شأنه تقوية روح المودة والتآلف والترابط، وتابعع:” قد أخبرنا الله سبحانه وتعالى أن المودة موجودة في الأصل بيننا وبين إخواننا المسيحيين فيقول تعالى: (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ)”.

وأشار إلى المصريين اليوم بحاجة إلى إشاعة مشاعر التآخى والتلاحم والوحدة الوطنية، حتى يتركوا للأجيال القادمة بناءً حضاريًا إنسانيًا أساسه الإيمان وارتفاعه العدل وقوته المحبة بين أبناء الوطن.
وفى 2005 ارسل سماحة المرجع الدينى الشيخ محمد اليعقوبى من النجف الاشرف بالعراق رسالة الى بابا الفاتيكان يقول فيها ننا نحن المسلمين نعرف عظمة السيد المسيح بما عرّفه لنا القرآن الكريم النازل من الله تبارك وتعالى في آيات عديدة ونحترم اتباعه ونحبّهم لأنه أقرب الناس إلينا كما جاء في القرآن الكريم (ولَتَجِدَنَّ أقربهم مودةً للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسّيسينَ ورهباناً وأنهم لا يستكبرون. وإذا سمعوا ما أنزِلَ الى الرسول ترى أعينهم تفيضُ من الدمع مما عرفوا من الحق يقولونَ ربّنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين. وما لنا لا نؤمنُ بالله وما جاءنا من الحق ونطمعَ أن يدخلنا ربُّنا مع القوم الصالحين. فأثابهم الله بما قالوا جنّاتٍ تجري كمن تحتها الانهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين) وهذه الآيات جزء من سورة طويلة اسمها (المائدة) لأنها خلّدت معجزة السيد المسيح بنزول مائدة من السماء عليه وعلى الحواريين.
الشيخ اليعقوبى يتكلم بنفس لسان الازهر الشريف ودار الافتاء المصرية وكل علماء الدين الربانيين يتكلمون بالسان نفسه وكما يوق اليعقوبى :
لقد عاش المسلمون والمسيحيون على هذه الارض الطيبة متآلفين متحابّين وساهموا معاً في تشييد الحضارة الانسانية.
نعم لا يستطيع اى مسلم فى منطقتنا ان يزعم ان اتباع السيد المسيح ليسوا جزء من حضارتنا فلا يمكن ان ننسى يوحنا الدمشقى ولا اسحق بن حنين ولا حنين بن اسحق وغيرهم الكثير …
أن التأثير المسيحى فى الحضارة العربية الاسلامية وسيرته أرتبط إرتباطا وثيقا بالإسلام الأصيل ذي الخلفية المصريةواليونانية والفينيقية والآشورية، وهكذا تآلفت المسيحية العربية فكرا وعملا وساهمت بقوة في نشأة الفلسفة الإسلامية من خلال الحوار الفقهي اللاهوتى العميق والمستنير والمنفتح ….
ان اثارة الشبهات والفتن ولاحترب الطائفى انما يستخدمه الحكام المستبدين لشغل الناس عن همومهم المعيشية وعن حرياتهم ….
ان مجتماعاتنا ومن وجهة نظر علماء الدين فى المراكز الحضارية والاسلامية العريقية – القاهرة – النجف – لا ترى فرقا بين مواطنا مسيحيا وآخر مسلما .. فكل يساهم فى بناء وطنة وحضارته على قدر جهده وكلنا شركاء فى الوطن والانسانية وكلنا نؤمن بمقولة النبى صلى الله عليه وآله ((كلكم لادم وآدم من تراب)) …
ونؤمن بمقوله الامام على عليه السلام ((اما اخ لك فى الدين او نظير لك فى الخلق )) …
وفى النهاية اقول باللسان الازهر ولسان النجف ولسان الشيخ اليعقوبى لاخواننا المسيحيين فى كل عالمنا (( كل عام وانتم بخير عيد ميلاد سعيد ومبارك))

Comments (0)
Add Comment