الحسين الشهيد منار عشق وحزن سرمدي…

سيدي لقد لملمت جراحاتي وتوكئت على نار حزني لأجمع شتات روحي التي وقفت على باب مصرعك تستأذن الدخول الى مصيبتك الدامية وهي حزينة متشحة بالسواد كئيبة وكأن سهام حرملة ابن كاهل قد مزقتها وسيف شمر بن ذي الجوشن قد ذبح فيها الحسين.. وكأن أعضاء جسدها قد سيقن سبايا الى غربة الموت يحديهن الشامت والمبغض …
سيدي الذبيح لقد حللت ضيفاً على محرمك الحرام في أيامه العشر الأولى عبر نافذة الزمن متخيلاً الأحداث ومتفاعلاً معها بصدق وفطرة كي استدر الدمعه وأرتدي الحزن جلباباً ولباسا ،مواسياً بذلك امك الزهراء عليها السلام وجدك المصطفى (ص واله)وأبوك المرتضى(عليه السلام ) وبالفعل عشت مادونتهُ الأقلام وحدثتنا به الافواه وكنت معك قلباً وقالبا مواكباً نزولك في كربلاء وما آل اليه وضعك وتألمت لما لقيت من صدود وجفاء ممن كان بالأمس القريب يكتب لك أن أقدم سيدي نكون لك جنداً مجنده .
عذراً سيدي ان كنت قد خرجت عن المألوف في التعبير عن حزني أحياناً ،فكيف لي برباطة الجأش والسيطرة على الجوارح وكبح المشاعر دون أن تمتزج وتغوص وتتفاعل أهاتي وجراحاتي مع كل أحداث وسكنات الطف وحركاته في يوم العاشر .
لقد واكبت ثورتك العظيمة سيدي من خلال الشعائر الحسينية وكأني اراها اليوم أمامي وكانت تزخر بالدروس والمعاني السامية في الأخوة والتضحية والأيثار واداء الصلاة في اوقاتها والكثير من الصور المثالية في التعامل مع الأهل والاعداء على حد سواء لكن ما آلّمني سيدي وضج مضاجعي هو الموقف الذي تقشعر له الأبدان ويقف له شعر الرأس وأنت ملقى على الثرى وتجود بنفسك الطاهرة وشمر اللعين يتخاطفك لنيل مبتغاه، لا أعلم سيدي مالذي شغلك حينها وأي الأمور أهون عليك أقتراب الشمر منك أو توجه العسكر صوب مخيم النساء !
سيدي الشهيد عذراً منك فانا وكل انصارك ومحبيك من شيعتكم ممن يفطر الحزن قلوبهم وتذرف عيونهم الدموع لا يملكون سيفاً يناصرونك به كي يعلنون عن ولائهم المطلق لقضيتك الحقه ووقوفك بوجه الظلم والظالمين .
سيدي ابا عبدالله السيوف يوم العاشر هي دموعنا النابعه من ينابيع القلب وهي تقرح الجفون وتهز الأعماق لتقول لك ياسيد الثوار وملهم الأحرار
لولا نقاء السريرة وصفاء النية والفطرة السليمة لما وفقنا لمعرفتك والسير على هديك .
والسيوف يوم العاشر يا مولاي الالتزام بالقيم التي خطتها ثورتك الخالدة ومحتواها العظيم والتي كانت أمتداد للرسالة المحمدية السمحاء،وتجسدت بالوقوف بوجه العنجهية والظلم والغطرسة التي أنتهجها سلاطين الجور وحكام الظلالة.
سيدي أبا عبدالله نبث شكوانا اليك في أثنين أولهما :عدم الأستفادة من صرختك العظيمة وثورتك الاصلاحية والتي تُعاد مفاهيمها سنوياً في ذكرى احياء الواقعة في محرم من كل عام وكأن الأمر عادة لطقوس عابرة وحسب ،ودون التوقف عند هذه المفاهيم الفذة والقيم العليا والعمل على تطبيقها على أرض الواقع كي تترك أثر ملموس ينعكس على التصرفات الحياتية ؟
والأمر الثاني :هو الخوف من دخول عادات دخيلة على الطقوس الحسينية الحقة متسللة عن طريق الجهل والبساطة والفطرة لينعكس الأمر ودون قصد للأساءة للشعائر وهذا ما لا يرضاه كل موالي يرى الحسين مناراً للثائرين ونبراس للعز والشموخ .

Comments (0)
Add Comment