نفذت جامعة ذي قار نصبا فنيا تصدر موقع مهم في المدينة الجامعية في الناصرية يستلهم التاريخ بتنفيذه ويحاكي مسيرته المجيدة لأرض الحضارات التي انطلقت منها المعرفة الى عوالم مختلفة من بقاع العالم ، فهنا رسم االسومري بريشته على أوراق البردي والقصب حروفه الأولى وهنا خطها على رقيمه الطيني ومن هنا شع نور المعرفة .
الفنان الدكتور أياد حياوي التدريسي في كلية الإعلام في جامعة ذي قار الذي صمم واشرف على تنفيذ هذا النصب قال :”نفذت جامعة ذي قار نصب فني تم اختيار موقعه ليتصدر مبنى رئاسة جامعة ذي قار في المدينة الجامعية في المصطفاوية وهو ( نبع المعرفة ) وقد استخدمنا في تنفيذه عدة مواد منها معدن الاستيل الغير قابل للصدأ والحجر الايطالي والسيراميك ومواد مهمة اخرى على شكل كتاب مفتوح على صفحة السماء ليكون قاعدة لمجسم لكرة ارضية على شكل مضلعات وضعت عليها قارات العالم السبع بحسب مواقعها على الكرة الارضية صنعت من مادة الستيل الغير قابل للصدأ الذي يعكس اشعة الشمس بشكل براق وقد وضعت خارطة العراق بمواجهة شروق الشمس للدلالة الى الولادة الأولى للمعرفة على هذه الأرض عبر التاريخ وتنحدر منها شلالات ترمز الى فيض هذه المعارف والعلوم التي ابتكرها إنسان الحضارة السومرية لتنحدر منها الى العوالم المختلفة ووضعت ايضا صنابير من المياه توزعت على شكل دائرة متكاملة يتدفق منها الماء باتجاهات مختلفة لتزيد من جمالية النصب و يرتكز الكتاب على قاعدة إسمنتية غلفت بالحجر الايطالي المتميز بلونيه الأبيض والأسود ، هذه القاعدة تحاكي في تنفيذها شكل زقورة أور التاريخية التي تبعد الان عن مدينة الناصرية حوالي 15 كيلو متر.
واضاف : “ان حركة الشمس من المشرق الى المغرب تحدث لمعانا براقا على خرائط المجسم كلما تقدمت خلال ساعات النهار لتوحي بولادات لنهارات اخرى جديدة في بقاع اخرى من الكرة الارضية للدلالة على امتداد هذه المعرفة الى اصقاع العالم اجمع بينما يبقى الجزء الاخر من المجسم عند الشروق وحركة الشمس خارج دائرة البريق فيما تبدو واضحة خطوط الطول والعرض في هذا المجسم لتوحي للناظر اليها وهو يستطلع النصب من زوايا متعددة انه لا يرى مجسم لكرة ثابتة بل كرة ارضية تدور حول الشمس.
وتحيط بالكرة الارضية التي يمثلها المجسم دائرة تحمل في اطرافها كرة توحي الى الالكترون الذي يدو
ر حول نواته الارض للدلالة على التقدم العلمي والى ما وصلت اليه العلوم الحديث من تقدم هائل في شتى المجالات كوننا نعيش الان عصر الالكترون وما احدثه من طفرات علمية وتكنولوجية غيرت وجه الارض وغيرت اسلوب حياة البشرية عن
سابقاتها من الازمنة الفائتة كما غيرت اسلوب تعامل الانسان مع هذه الارض وتسيده عليها وانطلاقه الى العالم الخارجي ليصل الى مديات تلامس حدود الشمس.