على الرغم من الأعداد الكبيرة لزائري أربعينية الإمام الحسين (ع) التي تجاوزت بحسب التقديرات الرسمية الـ20 مليون زائر، بينهم أكثر من مليون و200 ألف زائر أجنبي وعربي، إلا ان جميع المحافظات التي مر بها قاصدو ضريح الإمام الشهيد في كربلاء سيرا على الأقدام أو عن طريق المركبات أعلنت نجاح خططها الأمنية، في وقت أعلنت الموسوعة العالمية على الأنترنيت (ويكيبيديا) ان زيارة الأربعين تعد أكبر تجمع سلمي في التاريخ .
فقد اثنى رئيس الوزراء نوري المالكي على الجهود الحثيثة التي اسهمت في انجاح زيارة اربعينية الامام الحسين بن علي عليهما السلام، مؤكدا ان تلك الجهود تحققت بفضل التعاون الوثيق بين جميع المؤسسات الحكومية، واصحاب المواكب، والمواطنين.
وقال المالكي، خلال بيان صحفي، تلقت “الصباح” نسخة منه، “لا يسعني في ختام زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام الا ان اتقدم بجزيل شكري وامتناني الى المواطنين الأعزاء الذين قصدوا زيارة أبي الأحرار وقطعوا المسافات الشاسعة سعيا على الأقدام من اجل أداء هذه الشعيرة المباركة”.
وجدد المالكي، شكره للزائرين من غير العراقيين الذين قصدوا مدينة كربلاء من شتى بقاع العالم، الذين تجاوز عددهم المليون زائر، لتعاونهم مع مؤسسات الدولة والاجهزة المعنية بأداء هذه المراسيم الكريمة.
وبين المالكي، ان ادارتي العتبتين الحسينية والعباسية والقائمين عليهما بذلوا جهدا وعملا، مضاعفين في انجاح الزيارة، وحرصوا على خدمة الزائرين، الامر الذي ادى الى تحقيق افضل النتائج، فضلا عن الخدمات الكبيرة التي تقدم بها اصحاب المواكب والقائمون على هذه الشعيرة المليونية.
واوضح المالكي، ان هذا النجاح ماكان ليتحقق لولا التعاون الوثيق بين الدولة والوزارات والاجهزة المختلفة واصحاب المواكب وجميع الزائرين، الذين تحلوا بمسؤولية عالية، وان مشاهد التعاون بين جميع الزائرين وأجهزة الدولة القائمة على تسهيل امر الزائرين عكست درجة عالية من الاخوة والشهامة والتضحية الحسينية وقدمت أنموذجا يحتذى لتعاون المواطنين وتكاتفهم مع اجهزة الدولة .
ووجه رئيس الوزراء، شكره الخاص الى القوات المسلحة من الجيش والشرطة،ووزارات الدفاع والداخلية، الذين قال انهم سخروا كل إمكاناتهم لتوفير الامن والراحة والسلامة لمواطنينا الأعزاء، مشيدا في الوقت ذاته بدور وزارات النقل والتجارة والصحة، وبقية الوزارات والاجهزة الاخرى التي اسهمت في هذا الجهد المبارك.
20 مليون زائر
وقال محافظ كربلاء عقيل الطريحي في مؤتمر صحفي حضرته (الصباح)، إن اكثر من 20 مليون زائر دخلوا المدينة خلال ايام الزيارة، بينهم اكثر من مليون و200 الف زائر عربي وأجنبي دخلوا عبر المنافذ الحدودية الجوية والبرية بحسب احصائيات وزارة النقل، معلنا في الوقت نفسه نجاح الخطة الأمنية التي وضعتها المحافظة بمشاركة أربعين ألف منتسب من القوات الأمنية، لاسيما انها لم تشهد أي خرق أمني ولم تحصل مشاكل أو وفيات بسبب الزحام او التدافع بين الزائرين، مفيدا بأن الخطة المهنية والمدروسة على حد قوله هي التي أدت إلى النجاح في حماية الزائرين، في وقت كشفت فيه محافظات النجف الأشرف وواسط والبصرة من جهتها نجاح خطتها الأمنية أيضا .
موكب عالمي
مسؤول قسم الإعلام في العتبة العلوية المقدسة فائق الشمري أشار من جانبه إلى ان قسم الشؤون الدينية في العتبة اقام موكبا عالميا شارك فيه نحو 1000 زائر من دول مختلفة، منها بريطانيا وبلجيكا وفرنسا وهولندا والولايات المتحدة وكندا وتركيا وتنزانيا وجنوب افريقيا ومدغشقر وافغانستان وباكستان وايران، اضافة الى لبنان ومصر وسوريا ودول الخليج .
وبين ان العتبة استقبلت الزائرين من مختلف المدن العراقية، فضلا عن الزائرين القادمين من 30 دولة عربية واجنبية، لافتا الى ان مضيف العتبة العلوية المقدسة وزع خلال ايام الزيارة وجبات الطعام الجاهزة بواقع عشرة الاف وجبة للغداء ومثلها للعشاء، موضحا ان توزيعها تم في محطات خاصة على الطريق الى كربلاء وفي الجوامع والحسينيات .
أكبر تجمع سلمي في التاريخ
تصدرت زيارة اربعينية الإمام الحسين (ع) القائمة التي نشرتها الموسوعة العالمية في شبكة الانترنيت (ويكيبيديا) باكبر التجمعات السلمية التاريخية في مكان واحد ولحدث واحد، علما ان الموسوعة تسجل فقط التجمعات التي تزيد أعدادها على مليون نسمة.وتصدرت زيارات اربعين الامام الحسين في كربلاء بحسب الموسوعة فئة (اكثر من 10 ملايين)، لاسيما بعد أن سجلت تجاوز أعداد الزائرين في كانون الأول 2013 الـ 20 مليون زائر، وفي عام 2012 تراوحت أعدادهم ما بين 15 ـ 18 مليون زائر، فيما بلغ عدد الزائرين في عام 2011 نحو 15 مليونا، واشارت الموسوعة العالمية أيضا إلى أن اعداد الناس الذين تجمعوا لأداء زيارة الإمام الحسين (ع) في اربعينيته في عام 2010 تراوحت ما بين 10 ـ 14 مليون زائر في حين تم تسجيل 10ـ 14 مليون زائر في عام 2009.