-
١٩ مليون ، او ٢٣ مليون زائر او اكثر قل ماشئت فان هذا الزحام في الارض اقل عددا من الزحام الذي في السماء والعالم الملكوتي حيث ملائكة الرحمن خرجت عن حد الإحصاء . نعم هذه كربلاء الملك والملكوت الان مزدحمة تعالوا انظروا اليها الا تشاهدون ذلك ؟! والتاريخ قد سجل اليوم من حضر بروحه او بدنه الى كربلاء ، وكان مع الركب الشريف من ال الرسول صلى الله وآله وسلم وبين من كان معادياً لمنهج هذه المدرسة ، وتبا لتلك الفضائيات البائسة التي لم تنقل ذكرى أربعينية مقتل حفيد الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وسيد شباب أهل الجنة . كربلاء تأبى ان تُنقل مراسيمها في ظهيرة يوم الأربعين في فضائيات هزيلة ومهزلة كفضائيات الفسق والفجور ونشر الميوعة وكذا المتطرفة التي تنشر ثقافة العنف . نقلت الفضائيات او لم تنقل فان الله تعالى ينقل كربلاء نقلا مباشرا الى قلوب العالمين ، ولهذا نطقت القلوب بلبيك ياحسين بمختلف الألسن واللغات ، وهذا مانشاهده اليوم في كربلاء . نعم كان النداء اليوم في كربلاء هو لبيك ياحسين بمختلف اللغات والألسن. اي عظيم انت ياحسين السيد المسيح قام بإحياء الموتى وانت احييت القلوب الميتة ، والضمائر عبر الأجيال . يسوع المسيح أحيا مواطن الزوال والاضمحلال عند الانسان الا هو الجسد الذي يتحول الى بكتريا ، بينما انت ياابا عبد الله احييت الانسانية بتلك الدماء الزاكية التي أريقت منك على دكة العشق الالهي ( كربلاء ) . انظروا الى نبي الله يوسف الصديق عليه السلام عندما اصبح عزيز مصر، الكثير من أهلها وساداتها اصبوا عبيد ورق عنده ، فأيهما اكثر نحن ام أهل مصر في ذلك العصر ، نعم نحن نفتخر ان نعيش طوال حياتنا عبيد عن سيد الوجود ، وسلطان عالم البرزخ الامام الحسين عليه السلام ، فكل ماكان ليوسف النبي قد ورثه الامام الحسين عليه السلام وزياده . يوسف الصديق كان يطعم الناس والفقراء في حياته فقط ، بينما الامام الحسين عليه السلام منذ مئات السنين مائدته منصوبة وفي كل وقت . أنا لم اجد في بطون الكتب ان هناك مائدة عمرها اكثر من ١٣٠٠ عام تطعم الناس أغذية مادية ومعنوية سوى مائدة ذبيح نينوى الامام الحسين عليه السلام . نحن ولله الحمد لازلنا على قيد الحياة والدليل اننا نأكل تلك الأكلات والأغذية بخلاف الموتى الذين حرموا أنفسهم منها . نعم أغذية معنوية للروح ومادية للجسد ماالذ تلك الأغدية . الامام الحسين عليه السلام قد كتب الله له الخلود يبقى ،وكذلك الطاغية يزيد كتب له الخلود ؛ فالإمام الحسين عليه السلام كلما يمر اسمه نجد الذكرى العطرة فالعين تدمع والقلب يخشع وينكشف الهم والغم ، بينما خلود يزيد بن معاوية هو لعانات الأجيال ، والعالم اليوم علم جيدا من هو يزيد المؤسس للعنف الإرهاب والتخلف على جميع الأصعدة والمجلات ، ومن هو الامام الحسين عليه السلام الذي هو امتداد لمنهج الأنبياء والمرسلين من آدم الى الخاتم صلى الله وآله وسلم ، وهو الرحمة الإلهية المتجلية فيه ، والحامل لراية الأمن والسلام والعدل وحقوق الانسان . وفي الختام نقول بارك الله تعالى بجميع الكوادر الإعلامية والفضائيات المنصفة التي ساهمت في احياء ونشر مراسيم الأربعين وإيصالها الى العالم . والشكر الجزيل ، والثناء الجميل ، والآجر والثواب لأصحاب الفضائيات التي غطت هذه المسيرة السلمية من أقصى الجنوب الى حرم الامام الحسين عليه السلام ” والحمد لله اولا وآخرا