فجع العالم هذا اليوم بنبأ رحيل المناضل الافريقي والقائد المقاوم نلسون مانديلا الذي اثار نبأ رحيله ردود افعال واسعة لم تختلف عن بعضها في تصنيف هذا الرجل باعتباره رمزا وطنيا وقائدا شريفا ومقاوما منصفا ، وقد تابعنا باعجاب الكلمات الصادقة التي أبّنت الفقيد الراحل جماهيريا ونخبويا وجميعها تعبّر عن الاسف لخسارة الانسانية رمزا من رموزها الشامخة. رغم ان مانديلا لم يكن مسلما الا ان المتتبع لسيرة هذا الراحل العظيم يستقرئ فيها تجسيدا لمعاني القيم الانسانية الرفيعة التي دعى اليها الاسلام وجسدها قادته العظام في سلوكهم وتصرفاتهم وسائر تعاملاتهم والتي شهد لهم بها الخصوم قبل الاصدقاء واعتبرتها الانسانية معارج للقيم النبيلة والاهداف السامية ، كالصبر والتضحية والايثار والمحبة والتواضع والنزاهة وحفظ الامانة الوطنية ، فرغم انه قضى قرابة ثلاثة عقود في سجون النظام العنصري في جنوب افريقيا ضاعت فيها زهرة شبابه فأنه لم يحكّم روح الانتقام من خصومه بعد اخلاء سبيله بل استمر في دعوته للمساواة والعدل ونبذ سياسة التمييز العنصري حتى تحققت اهداف شعبه في نيل حقوقه على اساس المواطنة والتساوي امام القانون. ان الانسانية جمعاء تعتبر الزعيم الراحل مثلا اعلى للقائد المصلح الذي يحمل هموم شعبه ويسعى معهم لتحقيق طموحاتهم دون ان يحكم نوازعه النفسية ورغباته الشخصية ومصالحه الحزبية مقابل مصالح شعبه ، ولايجعلها عائقا له في مسيرة نضاله بل يعيش مع شعبه ويتشارك معهم همومهم ومعاناتهم. انه لمن دواعي الشرف ان نشارك العالم اجمع في التعبير عن اصدق مشاعر الحزن والاسف لخسارة هذا القائد المقاوم والرمز المتفرد وان نجعل من سيرته العطرة سفرا نستلهم منه معاني الجهاد والاخلاص والتفاني في سبيل الوصول للاهداف السامية.
هاشم الهاشمي الامين العام لحزب الفضيلة الاسلامي