طمر ذي قار الصحي، رزق البؤساء وبؤرة الامراض والتلوث

تعاني المناطق المحيطة بموقع الطمر الصحي في قضاء الشطرة التابع الى محافظة ذي قار من انتشار الامراض المزمنة ومنها التنفسية والأمراض المستعصية نتيجة عمليات الحرق للنفايات التي يقوم بها من يعرفون بـ”النباشة” في تلك المناطق.

المواطن ثجيل كامل، 40 عاماً، من سكنة قرية ال ثجيل قال للمربد ان “جميع انواع النفايات يتم حرقها في هذه المنطقة على الرغم من انها لاتبعد سوى كيلو متر واحد عن مركز القضاء، والتي تضم مخلفات المستشفيات والحيوانات النافقة”.

فيما يؤكد المواطن حسن كاظم، 42 عاماً، للمربد ان “سبعة اشخاص من سكنة القرية قد توفوا نتيجة اصابتهم بمرض السرطان نتيجة استنشاقهم المستمر للدخان المنبعث من حرق النفايات”.

اما المواطن محسن العلي، فقد اشار للمربد الى ان “شكاوى عديدة قدمت للدوائر المعنية لنقل هذا الموقع الى مكان اخر، الا انها لم تلق اذان صاغية” مطالبا “الحكومة المحلية بالتدخل بشكل مباشر لنقل هذا الموقع والذي اصبح خطرا حقيقيا يهدد حياة الجميع في المنطقة”.

وخلال جولة لمراسل راديو المربد داخل في منطقة الطمر الصحي، رصدت حرائق وتصاعد اعمدة الدخان رغم وجود عوائل بكامل افرادها والمعروفين بالنباشة، وهم فئة فقيرة تقوم بالبحث عن ضالتها للبيع والاسترزاق من مكبات النفايات في ظل حالة صحية مزرية لأطفالهم الصغار، ورجال اقصم الزمن ظهورهم ونساء تفترش الارض وهي تقوم بعملية عزل النفايات حسب نوعيتها من البلاستيك والحديد والطعام وغيرها من تلك المخلفات.

المربد اجرى لقاءاً مع الأطفال وتحدثوا لنا عن تركهم دراستهم بسبب ظروف حياتهم الاستثنائية الصعبة، حيث تقول الطفلة رابعة علي، 12 عاماً، انها لم تدخل للمدرسة ولم تتعرف على صديقات بعمرها، ولاتفقه من القرائة والكتابة شيئاً، ولعبتها المفضلة جمع العلب الفارغة، وسط عمل متواصل منذ الصباح و وصول اول سيارة للنفايات، وحتى المساء، تجمع خلالها علب المشروبات الغازية وتعزلها باكياس منفردة لتعود بعدد من الكيلوات منها وتبيعها في اسواق العتيق.

واضافت ان “والدها عاطل عن العمل ولا يقوى على الاستمرار بعد تعرضه لاصابات في الجهاز التنفسي بعد سنوات من العمل في جمع النفايات وهي تتطلع الى اليوم التي تنتشلها يد الرحمة من هذا الواقع”.

اما أخواتها وبنات عمها الصغيرات فلم يختلف حديثهن عن هذا الواقع المهموم في ظل غياب لمحات السعادة والراحة على وجوهن المخفية وراء النقاب الذي يحجب لهن شدة الدخان المنبعث، فيما لم بخفين للمربد قهقهاتهن البريئة.

اما والدتهن جميلة شلال، 45 عاما، فقد كشفت للمربد عن “مرارة التعب والحيف وعيشة الصعبة التي تتطلب خوض غمار البحث عن ضالتها وسط هذه الأكوام وتذوق طعم المرض والموت المرتقب”.

تركنا مناطق الموت البطيء لشاغليها والمحيطين بها لنتوجه الى قائممقام القضاء حسين عزيز الغالبي والذي حدث المربد عن انتظار الموافقات البيئية لالغاء هذا الموقع وانشاء معمل لتدوير للنفايات منتج للاسمدة وينهي مشكلة تداعيات وجوده.

وقال الغالبي ان “القرى المحيطة بالموقع تعاني مشاكل عديدة رفعت الينا كشكاوى من قبل الاهالي، نعمل على تداركها بحل مؤقت وقريب عبر ايجاد موقع بديل لعمليات الطمر بعيدة عن مركز القضاء والقرى التابعة له”.

من جهتها، اكدت الحكومة المحلية في المحافظة توجهها لتنفيذ مشاريع نقل هذا الموقع وايجاد البديل المستوفي لجميع الشروط الصحية والبيئية بعيدا عن المناطق السكنية ضمن موازنة العام المقبل بحسب المحافظ يحيى الناصري والذي اشار الى ان الموقع الحالي يعتبر من اهم المشاكل التي تواجه سكان القضاء والتي تتطلب حلا جذريا وسريعا.

Comments (0)
Add Comment