ألشهيد ألصّدر ألأوّل و آلمرجعيّة آلدّينية آلحاليّة!

بعد نشر مقالي ألسّابق بعنوان ” الآخوند ألخُراساني و مرجعيتنا الدّينيّة ألحاليّة” و صلتني عشرات الرّدود التي بيّن فيها آلجميع إعجابهم و إمتنانهم و شكرهم لما عرضناه من فوارق أخلاقية و إنسانية و سلوكية حقيقية كبيرة بين آلسيد الآخوند الخراساني و آلمراجع الحاليين في النجف الأشرف, سوى ردّ واحد أعلن فيه آلأخ العزيز رسول الخفاجي و شخص آخر نوعاً من الأمتعاض مُحاولين تبرير أخطاء المرجعيات التقليدية الحالية عبر وكلائهم و مواقفهم, و بيّنتُ بدوري لهم عبر ردود مناسبة بأن الموضوع لا يتعلق بقضايا أو علاقات شخصية معينة, بل إن كلّ ما أردناه هو بيان إنحراف المنهج ألحالي المتبع من بعض المراجع التقليديين, لا أكثر و لا أقل.

على أي حال سنقدم لكم القسم الثاني من الموضوع و هو عبارة عن مقارنة أخرى بين أخلاق و تقوى و إنسانية مرجع إسلاميّ حقيقيّ مثّل بحق خط آل البيت(ع) و لم تأخذه في الله لومة لائم .. بل بصموده و صدقه و تقواه – لأنه لم يكن يمتلك أسلحة نارية أو صاروخية غيرها – أرضَخَ لأرادته كلّ طغاة الأرض حتّى جلسوا مراراً على أعتاب بيته المتواضع في النّجف راجين منه و لو قبولهم بإشارةٍ أو كلمة عابرة!

لكنه أبى و كان بحق أبيّاً كأجداده ألمعصومين الطاهرين عليهم أفضل الصلاة و السلام, بعكس المراجع الآخرين الذين ذهبوا بأنفسهم صاغرين على أعتاب الطاغوت متوسلين و هم يحاولون طمأنته بأنهم موافقون له و لا يخالفون منهج النظام البعثي بل بيّنوا دفاعهم عنه!

سوف لن أحدّثكم عن فكر و فقاهة و منهجية و علميّة أمامنا – محمد باقر ألصّدر – لأنه بإعتقادي أصبح معروفاً للبعيد و القريب و إن كان مراجعنا الحاليين في النجف لم يقرؤا له حتى آلآن كتاباً واحداً من كتبه ألعملاقة والتي بعضها مرّ على تأليفه أكثر من نصف قرن!

و لا أدري في الحقيقة هل سبب ذلك آلجّفاء هل هو لتدنيّ مستواهم العلميّ و تحجّرهم العقلي وعدم أهليتهم لفهم و إستيعاب ما طرحه الشهيد المظلوم في الفقه و الأصول و الفلسفة و الأقتصاد و الأدارة و آلمجتمع والتنظيم و غيرها .. أم هو إستنكار مُتعمدّ و رفض قاطع لمنهجه القويم الذي شهد له آلاعداء و الأصدقاء!؟
ّ
على أي حال سوف لن نتحدث عن كل ذلك حيث يكفي ما كتبناهُ قبل عام من خلال عشرة حلقات متكاملة .. بل سنذكر هنا موقفاً عقائدياً و أخلاقياً واحداً لم يذكره آلآخرون في مؤلفاتهم التي صدرت بشأنه بمقدار علمي, و خلاصة القصّة هي أن أحد مُقلّديهِ الكويتيين عرض عليه شخصيّاً مشروع شراء بيت خاص له في النجف – لكون آلأمام الفيلسوف ألفقيه – ليس فقط لم يكن يمتلك بيتاً خاصاً بل عاش فقيراً و إستشهد فقيراً و كان يسكن في بيت متواضع ترجع ملكيته لعائلة نجفية جعلت من ذلك البيت مقبرة خاصة لهم!

لكن إمامنا المظلوم رفض بكل ثقةٍ ذلك العرض .. قائلاً له ألأفضل أن تتبرع بثمنه لطلبة ألحوزة و للمحتاجين, و مثلي لا حاجة له بآلبيت حالياً, و بعد إصرار ذلك آلمُقلِّد الكويتي بآلقبول؛ ما كان من الأمام(قدس) إلّا أنْ نزع عمامتهُ و وضعهُ جانباً و قال له:
لو كان “محمد باقرالصدر” بدون هذه العمامة .. هل كنت ستشتري له البيت؟
أجاب: لا و الله.
قال آلأمام؛ و بما أنّني أمثل بهذه العمامة مرجعية و منهج أهل البيت(ع) و من ورائي ملايين المحتاجين والفقراء و على رأسهم طلابي في هذه الحوزة؛ لهذا ليس من العدل و الأخلاق أن أتقبلها منك, و ختم بآلقول: جزاك الله خير الجزاء.
أتساءَل: هل في آلمراجع الحاليين من يفعل عشر معشار ما فعله ذلك الأمام الفقيه الفيلسوف المظلوم!؟
و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.

Comments (0)
Add Comment