هذا ـــــــــ علي

بينما كنت أطالع كتاب نحو سياسة نظيفة ، وهو إصدار يحمل في طياته تأصيلات فقهية وأخلاقية ورسالية للعمل السياسي ، خطها يراع المرجع الولي العارف الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) موجهاً للأمة لتشق طريقها بين التحديات ولتواكب حركة قيادتها في الميدان.
وأنا أطوي الصفحات الاولى في القراءة ممسكاً بقلم الرصاص لتأشير الملاحظات والأفكار التي لم تسمح للقلم بترك أثره على شيء وأن فعلت لما أوقفني إلا النقطة الاخيرة في أخر صفحة من الكتاب ، فأخذت أسبح مع السطور التي تتحدث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وسياسته وسموا المبادئ وصلاح الوسائل ، لتغرقني دوامة التيه السياسي الذي تأن فيه الامة ، لينتشلني ولدي الصغير صاحب الربيع الثالث حين أمسك بهدوء طرف القلم، وبدء يتودد طالباً تركه بيده ولسياسته معي وأسلوبه اللطيف كان له ما يريد، إلا أنه رفع سقف المطالب ليكتب على ورق الكتاب ، فلم أستجب له وعاود الكرة أملاً الموافقة على مطلبه، وإذا بعمه يدخل على خط المفاوضات وأخذ ورقة بيضاء فقال هيا نكتب أسمك فأمسك بيده وكتبا معاً خطوطاً غير واضحة المعالم، فأفلت الصغير يده قائلاً  ( لا..لا أنه أتب ) ليرسم بالقلم خط مستقيم مشيراً له هذا علي ، ليكشف بفطرته أصالة وعمق الحقيقة ليصفها بوصف دقيق كالتي يريدها علي (عليه السلام) في السيرة والمسيرة ،فقلت في نفسي لا ألوم من يقول عنا رافضة فالطفل رفض أن يطلق أسم علي على مجموعة خطوط مشوهة وتحركت فطرته لإعطاء صورة واضحة لما يجب أن يكون عليه أتباع علي(عليه السلام) أو من أراد أن يهتدي بهدي علي (عليه السلام) فعليه أن يسير بخط مستقيم ليطابق القول مع العمل ليعلن هويته بكل اطمئنان هذا ـــــــ علي .

Comments (0)
Add Comment