منذ اكثر من ثلاثة ايام وانا اتابع اصداء طرح مشروع مسودتي قانوني الاحوال الجعفرية والقضاء الجعفري من قبل السيد وزير العدل ادامه الله تعالى وهما كما في اغلب القوانين التي تأخذ طريقها الاعتيادي والمتعلقة بالوزارات او المؤسسات ذات العلاقة فتطرح المسودات وتعرض على مجلس الوزراء الذي بدوره يناقش ويرتب القوانين قبل ارسالها الى مجلس النواب الجهة المتخصصة باصدار التشريعات وبعد القراءات للقانون يعرض للتصويت واذا اقر من قبل مجلس النواب يأخذ طريقه باتجاه هيئة رئاسة الجمهورية للمصادقة النهائية عليه عندها يصبح القانون باتا وملزما .
ان هذا العرض هو لاجل توضيح المراحل التي يمر بها كل قانون قبل اقراره ولكي يرى نور تنفيذه فما يثير الاستغراب هما امران (وهذا طبعا بالنسبة لي انا) لانه لابد من وجود امور اخرى كثيرة تتعلق بنفس الموضوع
الامر الاول :- لماذا هذه الهجمات والاصوات النشاز التي اطلقت هنا وهناك وماهي الدوافع من وراء ذلك ؟ وهل ان وجود قانون (تكميلي) لا يلغي اي قانون سابق ويعزز احترام حاجات فئة كبيرة من الشعب العراقي يثير كل هذا الحنق والاعتراض غير المبرر من ادعياء الوطنية والوحدة وادعياء الثقافة والمعرفة ، ام ان هناك دوافع اخرى منشأها التسقيط السياسي والتعتيم على اي نجاح يصدر من جهة ما بغية دفعها عن مراتبها التي ينبغي بل يجب ان تكون فيها ؟
واين اصوات هؤلاء من قانون الانتخابات الذي لازال مادة لصراعاتهم وتسابقهم نحو الاحتفاظ ببقائهم ويريدون ان يضيفوا هذين القانونين لهما ، ان المؤسف حقا هو ما وصلنا اليه وهل مثل اولئك سيأتي بالخير للعراق والعراقيين ؟
الامر الثاني :- ان الموضوع المتعلق بطرح مسودتي قانون الاحوال الجعفرية والقضاء الجعفري تعد حلما لكل من ينتمي لمذهب اهل البيت عليهم السلام والقصص والحكايات كثيرة عن المعاناة الني كان ولا زال يعانيها ابناء هذه الطائفة في العراق بسبب تضييع حقهم بالاحتكام الى ما يدينون به ويؤمنون بشرعيته ، لكن اين هم من يدعي الحفاظ على المذهب ؟ واين من يدعي انهم ابناء المرجعيات وحاملين للتراث الشيعي السياسي والاجتماعي والديني ؟
ولماذا تصمت مواقعكم وقنواتكم الفضائية واذاعاتكم صمتا كصمت القبور ؟ ام ان الامر لا يعنيكم ؟ فلماذا لم نرقب ولا تصريح يؤيد هذا للمطلب ولو على مستوى التصريح فقط ؟ وهل ان مثل ذلك لا يصب في مصلحتكم الان فلعله ينفعكم في المستقبل لمصالحكم ايضا ؟ فلماذا تسكتون ؟ فهل فرغت مواقعكم وقنواتكم من تصريحاتكم لامور ليس لها اهمية ولا تعد لها اي قيمة اذا ما قورنت بهذين القانونين ؟
الم يعتصر قلب كل مؤمن وهو يرى ويسمع ويحاول عبثا ان يقنع نفسه انهم سيتكلمون ولكن هيهات ، ان هذه الانفس الشح التي اكلت المال الحرام وخاضت في اعراض المؤمنين تسقيطا وافتراءا لا تقوى على قول الحقيقة فضلا عن الدفاع عنها ، فان لم تكونوا مؤمنين ولا تخافون المعاد فكونوا احرارا في دنياكم ، لعل الله ينظر اليكم فيرفع صممكم ويشافي بكمكم عن قول الحق والاستماع لمواعظه ، واعلموا ان هذه الدنيا بزخرفها وزبرجها ومصفحاتها واصفرها واحمرها زائلة ولتنظر نفس ما قدمت لغد قريب تبلى فيه السرائر ويكشف المستور ((ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا .&. ياويلتي ليتني لم اتخذ فلانا خليلا ))