ذي قار تؤكد أن التنقيب لم يشمل إلا 1% من مواقعها الأثرية الـ1200 وتدعو الحكومة الاتحادية للاهتمام بها

 دعت إدارة ذي قار، اليوم الثلاثاء، الحكومة الاتحادية للاهتمام بالمواقع الأثرية بالمحافظة وزيادة عدد بعثات التنقيب فيها، مبينة أن تلك الأعمال لم تشمل سوى واحد بالمئة من إجمالي المواقع الأثرية الـ1200 بالمحافظة، في حين أعربت بعثة التنقيب الإيطالية هناك عن أملها بمشاركة المزيد من الفرق العالمية في كشف ما تخبئه ذي قار من “كنوز” أثرية هي محط اهتمام العالم أجمع.

جاء ذلك خلال زيارة محافظ ذي قار، يحيى محمد باقر الناصري، موقع (أبو طبيرة) الأثري،(8 كم جنوب الناصرية)، اليوم، ولقاءه بعثة التنقيب الإيطالية في الموقع، ورافقته فيها (المدى برس).

وقال الناصري، إن “عمل البعثة يشكل بادرة خير ومنطلقاً للتنقيب في مواقع أثرية أخرى بالمحافظة”، مشيراً إلى أن “عدد المواقع الأثرية في ذي قار يقدر بأكثر من 1200 في حين ما تزال أعمال التنقيب في بداياتها ولم تشمل إلا واحد بالمئة منها للكشف عن الإرث الحضاري لمدينة الناصرية والمحافظة”.

ودعا المحافظ، الحكومة الاتحادية إلى “الاهتمام بالمواقع الأثرية في المحافظة وزيادة عدد بعثات التنقيب فيها”، مبيناً أن “المواقع الأثرية في المحافظة تشكل إرثاً للعراقيين ولا بد أن تكون للحكومة الاتحادية بصمتها في دعم عمليات التنقيب وإبراز الوجه الحضاري للناصرية وتاريخها السومري العريق”.

وكشف الناصري، عن “مطالبته رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي، الاهتمام بالمواقع الأثرية في المحافظة ودعم مشروع إحياء مدينة أور الأثرية”، لافتاً إلى أن “المالكي وعد بتخصيص الأموال المطلوبة للمشروع، بانتظار أن يتحقق ذلك على أرض الواقع”.

وكان محافظ ذي قار يحيى محمد باقر الناصري، قال في بيان تسلمت (المدى برس) نسخة منه، في(الـ22 من أيلول 2013 الحالي)، إن إدارة المحافظة فاتحت رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي، خلال زيارته لذي قار، أمس السبت،(الـ21 من أيلول 2013)، بشأن مشروع تطوير مدينة أور الأثرية، الذي يتضمن تأهيل المواقع الأثرية واستحداث منشآت سياحية وشبكات طرق نظامية، فضلا عن إقامة مهرجان ثقافي وأدبي لإحياء تراث المدينة، مبيناً أن المالكي رحب بفكرة المشروع وتعهد بتخصيص الأموال اللازمة لتنفيذه بصورة كاملة عبر إحدى الوزارات.

من جانبه أعرب رئيس بعثة التنقيب الإيطالية، فرانكو دي اغستينو، في حديث إلى (المدى برس)، عن أمله بأن “تشارك بعثات تنقيب أخرى في الناصرية كونها موضع اهتمام عالمي لما تضمه من مواقع أثرية تعود إلى عصور حضارية موغلة في القدم”.

وذكر اغستينو، أن “السفارة الإيطالية في العراق، مولت بعض المشاريع الخاصة بتطوير قدرات المنقبين المحليين في الناصرية”، مؤكداً أن من “المقرر أن يزور السفير الإيطالي قريبا الناصرية ليطلع على المواقع الأثرية وعمل بعثة التنقيب فيها”.

وتابع رئيس بعثة التنقيب الإيطالية، أن “الفاتيكان هو الآخر مهتم بالعمل والتنقيب في مدينة أور الأثرية كونها تهم الديانات التوحيدية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية لاسيما أنها مذكورة في الانجيل”.

وكانت بعثة التنقيب الإيطالية قد باشرت، الاسبوع الماضي، بأعمال التنقيب في تل أبو طبيرة ضمن أعمال الموسم الثالث لعمل البعثة في التل المذكور، حيث ترتبط بعقد أمده خمسة أعوام مع وزارة السياحة والآثار العراقية للتنقيب في ذلك التل الأثري.

وتعد البعثة الإيطالية برئاسة الدكتور فرانكو دي اغستينو، ثالث بعثة تنقيب دولية تعمل في الناصرية منذ العام 1990، إذ سبقتها بعثة أميركية من جامعة نيويورك، بقيادة الدكتورة اليزابيث ستون، قامت بالتنقيب في محيط مدينة أور التاريخية نهاية 2011 الماضي، ثم بعثة تنقيب بريطانية، بقيادة عالمة الأثار من جامعة مانشستر، جين مون، التي قامت بالتنقيب في موقع (خيبر) الأثري الذي يعود إلى عصر فجر السلالات، ويقع بالقرب من ناحية البطحاء (40 كم غرب الناصرية)، في حين قامت فرق تنقيب محلية بالتنقيب في عدد محدود جداً من المواقع الأثرية في محافظة ذي قار.

وكان اغستينو، قد أعلن في (العاشر من آذار 2012 المنصرم)، بعد شهرين من أعمال التنقيب، الكشف عن مدينة أثرية بمساحة 40 هكتاراً تعود إلى 2500- 2600 قبل الميلاد. مبيناً أن هذه الحقبة التاريخية تمثل مرحلة التحول من ولاية المدن إلى مرحلة سرجون الأكدي، التي تحولت فيها السيطرة من المحلية إلى نطاق أوسع باتجاه العالمية.

 وتضم محافظة ذي قار، ومركزها مدينة الناصرية،(350 كم جنوب العاصمة بغداد)، نحو 1200 موقع آثاري يعود معظمها إلى عصر فجر السلالات والحضارات السومرية والأكدية والبابلية والأخمينية والفرثية والساسانية والعصر الإسلامي، وتعد من أغنى المحافظات العراقية بالمواقع الأثرية المهمة، إذ تضم بيت النبي إبراهيم (ع) وزقورة أور التاريخية، فضلاً عن المقبرة الملكية، وقصر شولكي ومعبد (دب لال ماخ) الذي يعد أقدم محكمة في التاريخ.

Comments (0)
Add Comment