العيد الوطني العراقي وبداية مرحلة جديدة في مسيرة الديمقراطية

كتبت: زينب شهيد الاسدي

يطلّ علينا الثالث من تشرين الأول من كل عام، ليكون يومًا وطنيًا خالداً في ذاكرة العراقيين، إذ يستعيد فيه الوطن ذكرى نيله الاستقلال عام 1932 وانضمامه إلى عصبة الأمم كأول دولة عربية ذات سيادة كاملة. إن هذا اليوم لا يمثل مجرد مناسبة تاريخية، بل هو محطة متجددة لتجديد العهد مع الوطن والهوية والانتماء لعراقنا الحبيب.

ويتزامن هذا العام العيد الوطني مع انطلاق الحملة الانتخابية للانتخابات البرلمانية المقبلة 2025 -2026، وهو تداخل رمزي يضع العراقيين أمام معادلة دقيقة هي استذكار الماضي بكل ما فيه من تضحيات، والتهيؤ لصناعة المستقبل عبر صناديق الاقتراع.

فالانتخابات تمثل الأداة الدستورية التي يجدد من خلالها الشعب ثقته بممثليه، ويختار المسار الذي يحقق تطلعاته في الإصلاح والتنمية والاستقرار. وفي الوقت نفسه، يشكل العيد الوطني لحظة وعي وطني تذكر العراقيين بأهمية أن تكون خياراتهم الانتخابية نابعة من الإيمان بالسيادة والوحدة الوطنية، لا من التجاذبات الضيقة أو المصالح الفردية.

إن اجتماع هذين الحدثين في توقيت واحد يمنح العراقيين فرصة للتأمل في مسار دولتهم كيف تأسست على الاستقلال، وكيف يمكن أن تستمر على خطى الديمقراطية الحقيقية. فالانتخابات ليست مجرد عملية تنافس سياسي، بل هي تعبير عن ممارسة السيادة الشعبية التي ضحى من أجلها ابناء البلد عبر عقود طويلة.

وبينما تُرفع الأعلام العراقية في ساحات الاحتفال بالعيد الوطني، تُرفع أيضًا شعارات وبرامج انتخابية تحمل وعودًا بمستقبل أفضل. وهنا تكمن مسؤولية الناخب العراقي في التمييز بين الشعارات، والبحث عن البرامج الواقعية التي تضع مصلحة العراق فوق كل اعتبار.

إن العيد الوطني لهذا العام يمكن أن يتحول إلى منطلق وطني وأخلاقي للانتخابات، حيث يتذكر الجميع أن العراق أكبر من الأفراد والأحزاب، وأن المشاركة الواعية في الاقتراع هي استمرار لمسيرة الاستقلال التي بدأت قبل أكثر من تسعين عامًا.

وفي الختام، يبقى الثالث من تشرين الأول شاهدًا على ماضٍ عريق، وانطلاقة الحملة الانتخابية شاهدًا على مستقبل يُصنع بإرادة العراقيين. وما بين هذين الحدثين، يظل العراق وطنًا واحدًا لا يقبل القسمة، ومستقبلًا يستحق أن نبنيه جميعًا بإصرارنا واحترامنا لتراب وطننا الحبيب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار