
المرجع اليعقوبي: إقامة القواعد العسكرية بذريعة الحماية من التهديدات الخارجية مقدمة لفرض الإرادة والتدخل بالقرار السياسي وتجنيد العملاء
جريدة الناصرية الالكترونية:
أكد سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي أن إقامة القواعد العسكرية بعنوان توفير الحماية من التهديدات الخارجية أو الإرهابية مقدمة لفرض الإرادة والتدخل في القرار السياسي والسيطرة على الثروات وتجنيد العملاء.
وقال سماحته في كلمة ألقاها في مجلس بحثه بمناسبة تعطيل الدروس في الحوزة العلمية وقرب حلول شهر رمضان المبارك أن “الغزو الثقافي والفكري لتغيير طرق تفكير الناس وطمس هويتهم وانقلاب المفاهيم عندهم بحيث يرون مبادئهم ومعتقداتهم واخلاقهم تخلفا ورجعية وكبتاً وتضييقاً للحريات الشخصية ونحو ذلك حتى تتحقق تبعيتهم لثقافة العدو وافكاره ونظرته الى الحياة ويصبح العوبة تسيّرها أيدي الاعداء وهو ما حذّر الرسول الكريم (صلى الله عليه واله) أمته منه بقوله: (كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً).
وأشار سماحته إلى تمزيق وحدة المجتمع ونسيجه بإثارة التعصبات الطائفية والقومية والجغرافية والعشائرية والسياسية وسائر الانتماءات الاخرى حتى على مستوى مباريات كرة القدم التي توجج صراعات مقيته حتى تستنزف قدراته وتشغله بهذه الصراعات الهامشية والمناكفات التافهة عن العدو الحقيقي الذي يسعى للقضاء عليهم”.
ونوه سماحته في حديثه إلى تغذية الإرهاب والترويج له لخداع مزيد من الشباب الضائعين ودعم الجماعات الارهابية مادياً ومعنوياً وتيسير وصول المخدوعين الى المناطق التي يحددونها للصراع وهي بلاد المسلمين خاصة.
ولفت سماحته إلى أن الحرب الاقتصادية تكون من خلال المقاطعة وفرض الحصار الاقتصادي وخلق أزمات اقتصادية تزيد من نسبة الفقر ولا يجد الشعب ما يسدُّ رمقه واغراق الدولة بالديون فتضطر الحكومة الى إيقاف برامج التنمية والرفاهية والخدمات الاساسية. وتدخل في هذا الصنف الحرب المالية أيضاً بتخفيض قيمة العملة الوطنية وإضعافها حتى تفقد قدرتها التنافسية مع العملات الأخرى وتزداد اسعار المواد الغذائية والاساسية فيعجز المواطن عن تلبية احتياجاته ويؤدي الى كساد السوق وتسريح العاملين وتفشي البطالة والفقر، وهذا ما حصل في العراق مع بداية عام 2021”.
وحذر سماحته من حرب المياه التي هي شريان الحياة والتنمية والاستقلال، وشحة المياه تؤدي الى تهديد الأمن الغذائي وفقدان الاستقرار والحياة الكريمة ويؤدي الى انحسار الزراعة وازدياد البطالة والاستيراد من الخارج وما يترتب على ذلك من اخطار جمّة، محذراً ايضا من الحرب البيولوجية باستخدام سلالات من الجراثيم والفيروسات لإحداث أمراض تهدد حياة البشر والحيوان والنبات وقد ابتلي العراقيون بهذه الأسلحة خلال عدة حروب عانوا منها خلال العقود الأخيرة.
وزاد سماحته حرب البيئة حيث استخدم سلاح التغييرات البيئية لتهديد الأمن البيئي واستقرار المنظومة الزراعية والبيئية بإحداث بعض الظواهر الطبيعية المصطنعة مما يحدث التلوث والتصحر والاحتباس الحراري وامثالها من التغيرات البيئية الخطيرة.
وأختتم سماحته حديثه حرب المخدرات تكون بترويج تجارتها وتعاطيها لتخدير العقول وتدمير الأجساد بواسطة عصابات ومافيات وهي أخطر الحروب وتستهدف الشباب بدرجة أساسية لتلقي بهم في أودية الضياع والهلاك وتقويض بنية المجتمع من أساسها وتحوّلهم من طاقات منتجة مثمرة إلى مجرمين.