
تكاملية الحسين والمهدي
كتب/ سيف اكثم المظفر
يخطىء من يظن أن مشروع كربلاء بدأ عام ٦٢ للهجرة، بل هو بدأ يوم السقيفة مباشرة، والذي مثل بداية ظلم آل بيت الرسول (عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم)، غصب الخلافة، وجعلها بالانتخاب، بعدما كانت تنصيبا إلهيا ، يخضع لقواعد سماوية.
استمر امتداد الظلم بعد استشهاد الإمام علي (عليه السلام) حين انتقلت الخلافة بالتسلسل المنزل الى الإمام الحسن (عليه السلام)، وما وقع من اتفاق نقضه معاوية بعد الغدر الذي أسس له بنيانا وهذا ديدن الطغاة، ليتقدم الإمام الحسين (عليه السلام) للتصدي ليزيد ابن معاوية، الذي كان أسوأ من تولى السلطة من ال أمية، حيث جمع كل الموبقات والأفعال الخسيسة والدنيئة، و الإنحراف الكبير لثوابت الإسلام، وهو ولي أمر المسلمين.
لم يكن من خيار أمام الحسين (عليه السلام) بحكم مسوؤليته الشرعية، إلا أن ينتفض لدين جده، ويضع حد لكل تلك الانحرافات، ويفضح الفارق بين التشريع والادارة الفاسدة، وأسس مشروع فصل بين الحاكم الظالم والمشرع الإسلامي، هما سلطتان لن تجتمع إلا بيد الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، فيجمع بين التشريع والحكم ويملئ الارض قسطاً وعدلا بعدما ملأت ظلماً وجورا.
الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) سيحتاج الى قاعدة عتيدة، تملك مقومات القوة والثبات والطاعة والاستقلال، والعمل الجماعي والفداء والتضحية والاباء، وهذه القاعدة لايمكن انشائها دون، طريق الحسين لأن ما غرسه الحسين في نفوس أتباعه، لشيء يعجز عن الوصف، واقرب مثال كان انتصار الحشد الشعبي على قوى الإرهاب الداعشي، بهتافات تعالت (بلبيك يا حسين).
كانوا يتسابقون على ذهاب الأنفس، بشكل لا يتحمله العقل البشري، خارج منظومة الفكر الحسيني العظيم، وهنا يتضح جلياً أن الارتباط الوثيق بين نهضة الحسين (عليه السلام) و ختام الزمان وتداول دولة بالإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) تكاد تكون سلسلة لا تقبل الفصل.
حلقات متسقة ومنسقة وقائمة على أسس ثابتة واضحة، وهي إصلاح الدين وتثبيت العقيدة وبسط العدل بعد تمدد الجور والظلم أنحاء المعمورة.
الحسين (عليه السلام) سفينة النجاة ومصباح هدى، والمهدي (عجل الله فرجه الشريف) هو ذاك الضوء الذي يشعه المصباح، فسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.