
هكذا إستنكر العراقيون وسخروا من زيارة ترامب للعراق بشكل سري
جريدة الناصرية الالكترونية/خاص
أثارت زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب السرية الى قاعدة عين الاسد في الانبار الاربعاء الماضي، جدلا عراقيا واسعا، خلال الايام القليلة الماضية، وسط استنكارات وتصريحات سياسية كبيرة، رافضة ومستنكرة هذا الفعل الذي اعتبروه تجاوزا على السيادة العراقية.
ولم تخلو ردود الأفعال الشعبية العراقية، من سخرية واسعة، إجتاحت مواقع التواصل الإجتماعي، بعضها مندد من هذه الزيارة، والاخر ساخرا، من الموقف الرسمي للحكومة، الذي جاءت فيه زيارة الرئيس الامريكي احراجا واضحا لها.
ليث السراي، صحفي،: أريد أن اعرف، هل ان سياسيونا يريدون ترامب يعطيهم علم بزيارته الرسمية، حتى يضربونه، ثم نحن هل لدينا دولة قوية ؟، ونستطيع حمايته، حتى يستطيع ان يدخل بشكل رسمي، وهو رئيس أقوى دولة بالعالم هل يعني أنه سيعد حينما دخل بهذه السرية لزيارة جنوده”.
أحمد الغالبي، رجل دين:، خوف ترامب يدفعه للتخفي والدليل أنه جاء متخفي يتحدث بخوف ووجهه مرعوب، تم نقله بطائرة مظلمة بنوافذ مغلقة، كان قد ألغى سابقا رحلتين للعراق بسبب دوافع أمنية حسب قوله، واضح من خلال الصور كان يتطلع بخوف لزوجته وعلى من معه، كل هذا الخوف من العراق، لأنه ما يزال قوي بإستطاعته أن يخيف ترامب لأنه قد افشل كل مؤامراته المتمثلة بداعش وغيرها، ولأنه يعلم بوجود قوة عظمى أسمها الحشد الشعبي”.
علي محي، مدون: “الى ترامب عظيم الروم توقف عن زيارتنا ليلا وخلسة بدون استئذان والا سنرسل جيش من العراق اوله بالفيسبوك واخره في تويتر”.
طالب العسل، مدون وكاتب: حين يعتبر ترامب العراق ولايه تابعة لأمريكا ويأتي في زيارة اليها ويرحل دون حتى إن يبلغ الجانب العراقي او محافظة عليها بذلك فإن كل حديث عن السيادة الوطنية لامعنى له”.
المغردة شهد: الشعب العراقي يتوعد البيت الأبيض “بالدكة العشائرية”، بسبب زيارة ترامب للعراق، معتبريها “دوسة بيت”، فيما أرفقت صورة للبيت الأبيض مع تعديل للصورة ومكتوب عليه، مطلوب عشائريا، في لقطة تهكمية واضحة.
النائب السابق عبدالرحمن اللويزي، كتب تغريدة على تويترا، ساخرا، “هل سيستغرب أحد من جواب أياد علاوي، هذه المرة، أذا سُؤِل عن زيارة ترامب للعراق فأجاب، “والله مادري”، فقد أضحى كل السياسيين العراقيين في هذه القضية على مذهب علاوي”.
الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، كتب على تويتر، “زيارة “ترامب لقاعدة عسكرية أمريكية بدون مراعاة الأعراف الدبلوماسية يكشف حقيقة المشروع الأمريكي في العراق، رد العراقيين سيكون بقرار البرلمان بإخراج قواتك العسكرية رغما عن انفك وإذا لم تخرج فلدينا الخبرة والقدرة لإخراجها بطريقة أخرى تعرفها قواتك التي اجبرت على الخروج ذليلة في 2011.
النائب عن كتلة الصادقون النيابية نعيم العبودي، كتب في فيسبوك، “في الوقت الذي نؤكد فيه رفضنا واستنكارنا للزيارة غير الدبلوماسية للرئيس الامريكي دونالد ترامب لقاعدة الأسد مساء امس الأربعاء فأننا سنقوم بجمع تواقيع نيابية لعقد جلسة طارئة في مجلس النواب لمناقشة هذه الزيارة ومعرفة تفاصيلها واستضافة كبار المسؤولين الحكوميين وكذلك سندعو لفتح ملف التواجد الأمريكي في العراق.
وتاريخيا، لم تكن هذه الزيارة التي قام بها ترامب هي الاولى من حيث السرية، فهو ثالث رئيس أمريكي يزور العراق بشكل سري، ففي نوفمبر 2003، زار الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الأبن، العراق وسط سرية واجراءات أمنية غير مسبوقة لقضاء عيد الشكر مع القوات الأمريكية التي دخلت البلاد.
وفي ابريل من العام 2009 زار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما العراق، وبشكل سري، قبل إعلان الزيارة، والتي أستمرت الزيارة 4 ساعات ونصف.
وأخيرا كانت الزيارة الثالثة للرئيس الحالي دونالد ترامب الى القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، الأربعاء الماضي، لتستمر الزيارة أكثر من 3 ساعات بقليل، بسرية فائقة، ليغادر بعدها ويزور القاعدة الامريكية في المانيا وبشكل سري أيضا.
وأقرّ رئيس أمريكا دونالد ترامب، الأربعاء، بأنه ألغى سابقا زيارتين للعراق بسبب انكشاف أمرهما، واعترف بمخاوف أمنية و”بحزنه الشديد” لحاجته لكل هذه السرية للقاء الجنود الأمريكيين هناك.
وأعترف ترامب، الذي رافقته زوجته ميلانيا في رحلته، أنه” كانت لدي مخاوف حول مؤسسة الرئاسة، وليس فيما يتعلق بي شخصيا. كانت لدي مخاوف حول السيدة الأولى”.
وقال “من المحزن جدا عندما تنفق 7 تريليونات دولار في الشرق الأوسط ويتطلب الذهاب إلى هناك كل هذه السرية الهائلة والطائرات حولك، وأعظم المعدات في العالم، وأن تفعل كل شيء كي تدخل سالما”.
الى ذلك دعا عدد من النواب، الى عقد جلسة طارئة لمناقشة دخول ترامب العراق، واعتبار الزيارة تجاوزا على السيادة العراقية.
وبالمقابل، كشفت مصادر مقربة من رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، في تصريحات صحفية، أن الأخير رفض لقاء ترامب في قاعدة عين الأسد في الأنبار، بعد ان طلب مسؤولون في السفارة الامريكية في بغداد ذلك، وفيما أكدت المصادر بأن عبدالمهدي رفض بشكل نهائي لقاء ترامب، ويكون اللقاء وسط اجراءات رسمية، والتي رفضها الجانب الأمريكي لدواع أمنية.
وتتوالى الاستنكارات السياسية العراقية لزيارة ترامب العراق بهذا الشكل السري، داعين الى موقف حازم وواضح من تلك الزيارة، التي أعتبرها البعض إهانة للعراق وسيادته.