سباق الكتلة الأكبر، لمن قصب السبق؟

 

أجواء التحالفات داخل الكتل الفائزة صاخبة ومشتعلة وملتهبة جداً لا تخلو من التخوين والتشكيك والمراوغة، تتسابق فيها المتغيرات وتستجد فيها المواقف كل لحظة وكل حين وجميع الاحتمالات واردة فيها لأن مضمار السباق حامي الوطيس والتوتر فيه على أشده مع ملاحظة أن هناك ظهور واضح لبصمات اللاعب الخارجي على ساحة الصراع والتنافس المحموم ناهيك عن ضمور وغياب ملحوظ وغير مبرر للإرادة الوطنية المنبثقة من صناديق الاقتراع متمثلة بصوت الناس واختياراتهم وانخفاض تام داخل هذه الكتل لصوت الشعب مع أصغاء واذعان مخيف لصوت الخارج الذي علا في الآونة الأخيرة، وهذا ما لا يستساغ من قبل الشرفاء بل يجب ان يكون صوت العراق هو الحاضر الاقوى والقيمة الاعلى بأجندات المفاوضين لتشكيل تحالفات الكتلة الاكبر ويجب ان تكون مصلحة الوطن والمواطن من ابجديات هذا التحالف.

لا يخفى على أحد ظهور محورين متنافسين في الوسط الشيعي وهما محور الفتح والقانون ومحور الحكمة وسائرون، مع تأرجح ينم عن بوادر انشقاقات وتصدع واضح داخل تحالف النصر برئاسة الدكتور العبادي يشق عصا التحالف الهجين الى معسكرين كلٌ مع محور محدد لاعتبارات معروفة !

وكلا هذان المحوران يسعيان لاستقطاب بقية أطراف اللعبة السياسية من الكرد والسنة للفوز والظفر بتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، كي يتمكن احدهم من تشكيل الحكومة العراقية للأربع سنوات القادمة.

الفائز بتشكيل الكتلة الأكبر هو التحالف الذي يضمن تماسك القوى المنضوية تحت لواءه، والذي يتمتع بحس مناور وذكي مع قبول وارتياح ولو نسبي من قبل المرجعية الرشيدة، بالإضافة الى امكانية الاستعداد لتقديم تنازلات كبيرة للأطراف الاخرى التي لا تهتم كثيراً للعراق كوطن جامع وخيمة لكل أبناءه، بقدر اهتمامها بالحصول على مكاسب فئوية ومناطقية.

من يفوز بهذا الصراع وهذا التسابق لا يهم فكلا المحورين من افراز صناديق الانتخابات ومن اختيار الشارع، وكذلك لان العملية الديمقراطية وعلى الرغم من كل الملاحظات التي شابتها الانتخابات الاخيرة، يبقى طريقها واضح وهو فوز التحالف الذي يمكنه جمع اكبر عدد من المقاعد البرلمانية دون النظر الى الطرق المستخدمة في ذلك والتنازلات المقدمة لها !!

 

لكن ما نريده من الكتل السياسية التي تسعى للظفر بالكتلة الاكبر ان تضع في حساباتها سواء في حالة النجاح او الاخفاق مصلحة المواطن وارساء دعائم الامن والاستقرار والابتعاد عن التلويح باستخدام الشارع لزعزعة آمن الدولة واشاعة الفزع والخوف بين المواطنين العزل، ومن مصاديق مراعاة البلاد والعباد هو أن تقوم هذه التحالفات على ثوابت وطنية واضحة للشعب كافة وان تتفاوض على أساس الاغلبية السياسية والمعارضة فمن يكتب له النجاح عليه المضيء في تشكيل حكومته ومن يخفق في ذلك عليه الركون الى المعارضة الايجابية لتقويم العملية الديمقراطية وتصحيح الأخطاء الحكومية والتنبيه عليها، لان الشعب قد سخط من حكومات التوافق والشراكة والوحدة الوطنية والفريق المنسجم والفضاء الوطني التي سادها الفساد والمحسوبية وغياب القانون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار