دراسة توضح السبب الذي يجعل الإنسان مهووسا بتشجيع كرة القدم

أشارت دراسة قام بها باحثون فرنسيون من جامعة ليون، إلى آليات الدماغ التي تتحكم في السلوك “الجنوني” أحيانا لعشاق كرة القدم.
وذكرت مجلة “سيونس إي أفنير” الفرنسية، في تقرير لها، نشر مؤخرا، ان التحليل الذي قام به باحثون فرنسيون متخصصون في علم الأعصاب، يشرح آليات الدماغ التي تتحكم في السلوك “المجنون” لمشجعي كرة القدم، حيث أراد الباحثون أن يعرفوا كل شيء له علاقة بالشعور القوي بالانتماء إلى المجموعة، وهو الذي ينتاب العديد من المشجعين خلال المونديال.

وأوضح التقرير أن “الهوس الجنوني بالتشجيع يصل إلى آليات الدماغ للتحفيز وصنع القرار”.

وأضاف أن مدير مركز علم الأعصاب الإدراكي في مدينة ليون الفرنسية، جون-كلود دريار، انكب على دراسة هذا الموضوع، فقام باختيار مشجعين من بين مجموعة “عادية” مهووسة بكرة القدم، ومن ثم تم إخضاع المشجعين لاختبار حماسة خاص وتصوير أدمغتهم بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وهي عبارة عن تقنية تتعقب نشاط الدماغ خلال وقت تشجيع فريق ما.

وأكد تقرير المجلة الفرنسية أنه بمجرد إضافة تقنية الرنين المغناطيسي الوظيفي، فإنه يجب على كل شخص أن يعمل بيد واحدة باستخدام جهاز استشعار القوة لكسب مبلغ من المال يتناسب مع الجهد المبذول، حيث كان الاختبار على ثلاث مراحل، في الحالة الأولى، يذهب المال إلى الشخص الذي يشجع، أما في الحالة الثانية، فيذهب إلى مشجعين آخرين للفريق ذاته، وفي الحالة الثالثة، يكون هذا المبلغ من نصيب أشخاص لا ينتمون إلى النادي الذي يشجعه.

وأفاد بأن التحليل أثبت أن المشجعين كانوا مستعدين للتشجيع أكثر عندما يتعلق الأمر بجني الأموال لصالح “مشجعي الفريق ذاته” مقارنة بأولئك الذين يشجعون فرقا أخرى، وكان المشجعون أكثر فاعلية في التشجيع عندما تعلق الأمر بعودة المكاسب إليهم”.

وبينت المجلة أن جل تركيز المشجعين كان على كيفية التعامل مع مشجعي فريقهم. وعلى الرغم من أن المشجعين يكونون غرباء تماما عن بعضهم البعض، إلا أنهم يتعاملون مع بعضهم البعض بنفس الطريقة التي يتعاملون بها مع أسرهم.

وأشار التقرير إلى أن “المنطقة الثانية من الدماغ تساهم في تعزيز سلوكيات الإيثار ومشاعر الانتماء إلى المجموعة، بالإضافة إلى تعزيز السلوكيات الأسرية، ويُثبت هذا الاتصال الوظيفي المهم الرابط الذي يوحّد المشجعين حول فرقهم”، كما يمكن
يمكن أن تكون ظاهرة الانتماء إلى المجموعة مصدرا للتضامن والحماس المفرط. وفي حالة كأس العالم، فإنه يمكن للمرء أن يتخيل كيف يمتزج الشعور بالانتماء للأمة بهذه العلاقة العائلية التي توحد بين المشجعين فيما بينهم حول فريقهم، وفقا للمجلة الفرنسية.

وختمت المجلة بالقول إنه “مع وجود نوابض تحفيزية قوية في الدماغ، فإننا نتفهم أكثر الإعجاب الشديد الذي يمكن أن يصل أحيانا لدى بعض إلى حد الجنون خلال مشاهدة المباراة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار