الكرامة المطلقة للانسان ..خطاب جديد للمرجعية في النجف الاشرف

سمه تعالى
ولقد كرمنا بني آدم (الإسراء:70)
الكرامة المطلقة للإنسان (1)
#‏تأكيد بعد تأكيد: باللام و (قد) وصيغة التفعيل([2]) لهذه الحقيقة الإلهية وهي الكرامة المطلقة للإنسان التي تعتبر من أهم الأصول التي تستند إليها القوانين والتشريعات، هذا التكريم الذي أعلنه الله تعالى لكل الخلائق في الحفل الذي أقيم عند بدء الخلقة الإنسانية للتعريف بخليفة الله تعالى في الأرض حيث أمر الله تعالى ملائكته بالسجود لآدم، قد حسد إبليسُ الإنسان على هذا التكريم الإلهي، قال تعالى حكاية عن إبليس: [قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً] (الإسراء: 62) أراد اللعين سلب تلك الكرامة منهم بصدهم عن سبيل الحق، فالكرامة الحقيقية هي الوعي بالحق وهو الطريق الذي يسلك به الإنسان إلى الله تعالى.
#‏وتتفاوت درجات الكرامة عند الله تعالى بحسب درجة التقوى التي يتحلى بها الانسان قال تعالى : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } [الحجرات : 13] وإن الإنسان يزداد كرامة عند الله تعالى حتى يفوق مقامه الملائكة، ففي الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (ما شيء أكرم على الله من ابن آدم)([3])، وفي الرواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (ما خلق الله عز وجل خلقاً أكرم على الله عز وجل من المؤمن، لأن الملائكة خدام المؤمنين)([4]).
#‏وتشرح رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) تعليل ذلك في ما نقله عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (إن الله عز وجل ركّب في الملائكة عقلاً بلا شهوة، وركّب في البهائم شهوة بلا عقل، وركب في بني آدم كلتيهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم).

التكملة في الفيديو

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار