مخالفة أوامر أمير المؤمنين (عليه السلام) تتسبب بإجهاض القانون الشرعي الجعفري

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار. وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: علي مع الحق والحق مع علي ، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض. بحار الأنوار ج30 ص351 ، ج29 ص343 إن سلوك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) حق ونصائحه حق وكل قوله وفعله حق وهو (سلام الله عليه) يرشدنا إلى الحق وعلينا أن نعرض سلوكنا وسلوك أي شخص سواء كان مقود أو قائد على منهج وسلوك قادة الإسلام العظام محمد وآله سادة الأنام (صلوات الله عليهم أجمعين) ولا نقبل بكل شيء يلقى إلينا من كلام أو نسير خلف كل منهج أو سلوك ما لم يكن موافق لسيرتهم ومنهجهم (عليهم السلام) وأقول لجميع الناس ممن يتبع قيادة ويؤمن بها إيمان غير مبني على الأسس الصحيحة إن الإيمان بأي شخص بلا أسس صحيحة يجعله في الغالب الأعم يكون في صف المعادي للحق والأدلة التاريخية كثيرة فهذا أمير المؤمنين (عليه السلام) يغصب حقه من قبل الغالبية العظمى ولا يبقى معه إلا أنفار قلائل ممن كانوا على وعي ودراية ومستوى عالي من تهذيب النفس في حين أن الكثير ممن ينعت أنه من ذوي العلم والوجاهة الدينية والاجتماعية انخرط لأجل مصالحه الدنيوية مع الغاصبين والمتقمصين للخلافة بلا أي وجه حق فكما أن أمير المؤمنين (عليه السلام) عرى أولئك الأبعدين بإقامة الحجج تلو الحجج عليهم وعلى من يتبعهم جهلا وتعصبا وطمعا فهو أيضا عرى كل من يأتي بعدهم من المتقمصين للقيادة كذبا وزورا بل وكل من انتسب إليه وادعى أنه من شيعته كذبا وزورا والأمر لا يحتاج إلى عناء كبير أو بحث طويل ما علينا إلا أن نعرض منهجيتهم وسلوكياتهم على منهج وسلوك أمير المؤمنين (عليه السلام) وبعدها مباشرة ستقع أقنعة النفاق وتنكشف حقيقتهم أمام أعيننا … خذ مثلا قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في عهده لمالك الأشتر(ره) حينما ولاه مصر : ( لا تطوّلنّ احتجابك عن رعيّتك ; فإنّ احتجاب الولاة عن الرعيّة شعبة من الضيق ، وقلّة علم بالاُمور ، والاحتجاب منهم يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه ، فيصغر عندهم الكبير ، ويعظم الصغير ، ويقبح الحسن ، ويحسن القبيح.) نهج البلاغة : الكتاب ٥٣. وأيضا من كتابه إلي قُثَم بن العبّاس عامله علي مكّة ( لا يكن لك إلى الناس سفير إلاّ لسانك ، ولا حاجب إلاّ وجهك ) نهج البلاغة : الكتاب ٦٧ ، بحار الأنوار ج٣٣ ص ٤٩٧ ويوجد الكثير من الكلام الذي يمنع أمير المؤمنين (عليه السلام) قادة البلاد والعباد من الاحتجاب عن الرعية ويبين في أقواله النتائج التي يتسبب بها هذا الاحتجاب ويؤكد (سلام الله عليه) على أن يباشر القائد أعماله ومهامه ومسؤولياته وبيان الكثير مما ينفع العباد في أمور دينهم ودنياهم وما يدفع عنهم كل مكروه ومخاطر تعتريهم وما يساهم في اعمار البلاد وأن لا يجعل له ناطقا رسميا أو معتمدين كثر يصرحون نيابة عنه فيقولون اليوم شيء وفي اليوم التالي ينفونه ويكذبونه والحمد لله اليوم وسائل إيصال المعلومة والتوجيه والبيان والتوضيح متطورة جدا بحيث يمكن إيصال المعلومة من أقصى الأرض إلى أقصاها …. علما ان هذا السلوك وهذا التوجيه الذي يأمر أمير المؤمنين (عليه السلام) به ولاته في الأمصار هو أول ملتزم به ويسير عليه وكيف لا وهو القائل : ( أيها الناس إني والله ما أحثكم على طاعة إلا وأسبقكم إليها ولا أنهاكم عن معصية إلا وأتناهى قبلكم عنها. نهج البلاغة ص250 . إننا اليوم نعيش حادثة أليمة ورزية عظيمة نتيجة هذه المنهجية والسلوكية التي أمر أمير المؤمنين (عليه السلام) ولاته بتجنبها والتي انتهجتها بعض القيادات الدينية ألا وهي رفض القانون الجعفري حيث قامت وزيرة المرأة في جلسة مجلس الوزراء بنسب كلام للمرجع السيستاني دام ظله أو مكتبه أنه يرفض تمرير هذين القانونين مما تسبب بإجهاض رفع هذين القانونين علما أنهما موافقان لكتاب الله عز وجل وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله) ولرسائل مراجع الدين ولم يصدر من المرجع السيستاني (دام ظله) أو مكتبه بالرغم من وقوع هذه المصيبة والرزية العظمى أي بيان يكذب أو يثبت ما نسبته إليه هذه الوزيرة بل والأدهى والأمر من ذلك صرح مصدر مقرب من المرجعية الدينية ولم تذكر وسائل الإعلام اسم هذا المصدر المقرب وأخذ يسوق الكثير من الكلام لتضليل الناس وليحرف الحقائق ولينال من القانون الجعفري ! وأيضا لم يصدر من المرجعية العليا أو مكتبها أي تكذيب أو تثبيت بخصوص هذه التصريحات مما يجعلنا نضع آلاف علامات الاستفهام والتعجب على هذا السلوك المخالف لنصائح وأوامر أمير المؤمنين (عليه السلام) وتزداد علامات الاستفهام والتعجب حينما نعرف من سيفرح ويكون من مصلحته تعطيل قانون الإمام الصادق (عليه السلام) ؟!! اللهم أرني الحق حقا وارزقني إتباعه وارني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار