لماذا لا يسمع ألعراقيّ إلّا نفسهُ؟

ظاهرة غريبة شدّت إنتباهي و غيّرت عقيدتي كلّياً تجاه العراق, أ لا و هي مسألة عدم الأنصات و آلفهم حين تتكلم معهم, فهم و إن سكتوا عند حديثك في أفضل الحالات, فأنّهم إنّما يفعلون ذلك لا لأجل فهم و وعي ما تقول؛ بل يسمعك من أجل أن يكتشف نقطة ضعف أو ثغرة أو مجالٍ فرعي من حديثك كي يهجم عليك و ينكر عليك ما تريد قوله جملةً و تفصيلاً, هذا الوضع ألنفسي ألمأساوي سبّب شيوع الفوضى و عدم الأنسجام بين آلجميع .. بين آلعائلة و الهيئات و آلجماعات و آلكتل و آلكيانات وووو كل أصناف المجتمع العراقي و للأسف الشديد!

و آلسبب بكون العراقي لا يسمع و لا يرتاح إلّا لمكنون نفسه ألأمارة بآلسوء بل محاولة آلأنتصار لنفسه في كل  الأحوال؛ هو لأنّهُ لم يتربّى أساساً على ألقيم ألصّحيحة و آلمُثل ألأنسانيّة ألعُليا و آلرّحمة و آلشّفقة و حبّ آلخير و آلأيثار, مُتحسّساً على آلدّوام ألشّعور بآلنّقص و آلضّعف و إنحطاط في آلشّخصيّة نتيجة ألتربية الخاطئة و آلضغوط آلتي واجهها في آلبيت و آلمدرسة و آلقوانين ألوحشيّة و النظريات  ألخاطئة التي تربّى عليها مذ كان جنيناً في بطن أمه و هو يسمع صرخاتها بسبب وحشية ألأب و آلعنف ألأسري الذي ساد في كل المجتمع حتى صاح الجميع؛ (ياحوم إتبع لو جرينه) خصوصاً زمن البعثيين الجهلاء المجرمين .. لذلك و بسبب جُبنه و خنوعه و بُعده عن ألحقّ نراهُ توسّل أخيراً بآلعشيرة و آلحزب و آلخلايا ألأرهابيّة و آلمحسوبية و آلمنسوبيّة كي يُحقّق مبغاهُ بإساليب جاهليّة, و يدوس على آلقيم و آلأسلام ألحقيقيّ ألّذي يأمرنا أوّل ما يأمرنا بآلمحبّة و آلإيثار و آلشّرع و آلقيم و حمل آلأخوان على محامل الحسن و إحترام ألقانون و آلتي جميعها لا تتطابق مع هوى نفسه ألمُشبّعة بآلظلم و آلحقد و الكراهية و الفساد و الأنحراف!

و هذا هو سبب شيوع ألأرهاب في آلعراق و رجوعهم للوراء و تعصّبهم للعشيرة و آلحزب و آلقبيلة بدل مبادئ الأمام الحسين(ع) و آلاسلام ألحقيقيّ, و بآلتّالي إنغلاقهم عن ألحقّ و آلتّواضع و آلرّحمة تماماً و شيوع ألأرهاب و آلقتل و آلفوضى و آلظلم على كلّ صعيدٍ, و لا حول و لا قوّة إلّا بآلله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار