
موسكو: إيران تؤثر بشكل إيجابي في التطورات بسوريا
اكدت موسكو امس الاربعاء، ثقتها بقدرة طهران على التأثير بشكل إيجابي في التطورات في سوريا، مجددة اهمية مشاركتها (ايران) في مؤتمر «جنيف-2».ويأتي ذلك في وقت علقت فيه إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، المساعدات للمعارضة السورية في شمال البلاد، وذلك ردا على سيطرة ما سمي بـ»الجبهة الإسلامية» على مقر ومخازن للجيش السوري الحر في منطقة حدودية مع تركيا.وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في طهران امس «بلا شك، إيران من بين الأطراف التي بوسعها التأثير بشكل إيجابي في ما يجري في سوريا، أما اللاعبون الخارجيون فعليهم أن يشجعوا السوريين على ذلك، بدلا من محاولة فرض أية مشاريع غير قابلة للحياة عليهم». وتابع لافروف أنه، خلال لقاءاته واتصالاته مع الشركاء الغربيين وشركائهم من دول الشرق الأوسط، يشعر بإدراكهم المتزايد لأهمية دعوة جميع اللاعبين الأساسيين بما فيهم إيران لحضور مؤتمر «جنيف-2». وذكر الوزير الروسي أن المبعوث الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أيدا هذا الموقف أيضا، وتابع قائلا: «آمل أن تكون إيران ضمن قائمة الأطراف التي ستوجه لها الدعوة لحضور «جنيف-2»، علما بأن ذلك يجب أن يتم بحلول نهاية العام الجاري».
واعتبر لافروف أن أية محاولات لإفشال مؤتمر «جنيف-2» الخاص بسوريا، ستكون انتهاكا فظا لإرادة المجتمع الدولي، وقال «لقد تم الإعلان عن موعد المؤتمر وأية محاولات لإفشاله ستكون انتهاكا فظا لإرادة المجتمع الدولي».
وذكر أنه لم يسمع شيئا عن تصريحات سعودية بأن الرياض لن تشارك في التحضير للمؤتمر، في حال قرر الرئيس السوري بشار الأسد المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة في البلاد.
وشدد لافروف على أن بلاده تنطلق من الاعتقاد بأن جميع الدول المسؤولة يجب أن تبذل جهودها القصوى من أجل إنجاح المبادرة الروسية-الأميركية بشأن عقد مؤتمر السلام الخاص بسوريا.
في تلك الاثناء، علقت إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، امس، المساعدات للمعارضة السورية في شمال البلاد، وذلك ردا على سيطرة ما سمي بـ»الجبهة الإسلامية» على مقر ومخازن للجيش السوري الحر في منطقة حدودية مع تركيا.وقال متحدث باسم السفارة الأميركية في تركيا «نتيجة لهذا الموقف علقت الولايات المتحدة إرسال كل الدفعات الجديدة من المساعدات غير الفتاكة إلى شمال سوريا»، مؤكدا في الوقت نفسه عدم تعليق المساعدات الإنسانية.وكانت «الجبهة الإسلامية» سيطرت على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا بعد أيام على استيلائهم على مقار تابعة لما يعرف بــ»هيئة الأركان في الجيش السوري الحر»، وبينها مستودعات أسلحة على أثر معارك عنيفة بين الطرفين.ويتزامن تصاعد حدة الاقتتال بين الفصائل المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة والجيش الحر مع تقدم للقوات الحكومية في أكثر من منطقة، وكان آخرها تأمين تلك القوات طريق حمص دمشق الدولي بعد دحر المعارضة من بلدات في القلمون.
يشار إلى أن وزير الدفاع الأميركي، تشاك هغل، كان قد استبق هذا القرار بالتشديد خلال زيارة قصيرة لقطر على حصر دعم الولايات المتحدة بالمعارضة السورية «المعتدلة»، مشيرا إلى أن المعارضة «مفتتة جدا وتشتمل على منظمات إرهابية».