ويستمر حالنا …في (دولة أول جفتة) ..!!

قبل سنوات كتبت مقالاً بعنوان [دولة أول جفتة] ..وهو مقال ساخر تحدثت فيه عن طريقة التعيينات الإدارية – العجيبة الغريبة – التي كانت سائدة في مؤسسات ودوائر الدولة العراقية بعد عام 2003وحتى عام 2007 .وكيف أن أبواب الدوائر الحكومية كانت مشرعة أمام المتقدمين للتعيينات كيفما كان حتى أنها لاتراعى فيها الشهادة الدراسية أو الدرجة العلمية أوالعمر والسلامة الصحية والمستمسكات والوثائق الأخرى ..ولكن وبعد أن أستقرت الدولة وتعافت من تداعيات الأحتلال وقطعت شوطاً بعيداً من مرحلة التغيير أصبحت المؤسسات والدوائر الحكومية أكثر (حرصاًً) وأكثر جدية بالنسبة لقبول التعيينات ..حتى أنها راحت تطلب من المتقدم (ملفات ) وليس (ملفاً واحداً ) ليثبت المتقدم نفسه بأنه مؤهل وفق الضوابط ..حتى وإن كان المتقدم الجديد هو أفضل كفاءةً وأعلى شهادة وأحسن عمراً وأصح بدناً من نفس الموظف(الإداري) الذي ينظم له أستمارة القبول ..!!!
هذا الموضوع [دولة أول جفته] الذي نشرته لي عدة صحف قبل سنوات ذكرني بموقف حصل لي اليوم ، حيث حدثني الزميل الإعلامي ماجد الخياط عن ورود ضوابط جديدة (شديدة) بخصوص قطع الأراضي الخاصة بالصحفيين ، ولما راجعت بلدية كربلاء أخبرني الموظف المختص (بملفاتنا) بأن جميع المعاملات الخاصة بالصحفيين من الوجبة الثانية التي أنجزت وتهيأت وأكتملت ملفاتها بأنتظار التخصيص سيعاد النظر بها مرة أخرى لورود (ضوابط جديدة) موجه من وزارة البلديات إلى بلدية كربلاء …وهذه الضوابط الجديدة تشمل مسقط الرأس حيث يجب أن يكون الصحفي كربلائياً صريحاً من أب وجد ويسكن كربلاء من أيام (بني أسد ) الذين دفنوا الإمام الحسين (عليه السلام) عام 61للهجرة ..!! وأن يكون الصحفي لديه خدمة أكثر من سبع سنوات كاملة غير منقوصة حتى ولو بالساعات والدقائق ..وأن يكون غير موظفاً بالدولة أو يتقاضى راتباً منها وأن يكون إعلامياً مستمراً بالخدمة يومياً وأن يقدم أكثر من ثلاثين مقالاً على الأقل وليس عشرة مقالات أو مقال واحد أو حتى دون مقال مجرد أثبات صفة الصحفي أو حتى ممن لايستطيع كتابة – كما نقل لي الأستاذ ماجد الخياط- كلمة (إذاعة) بشكلها الصحيح ويكتبها (إذاعت)…..وكما كان من بعض أعضاء (الجفتة الأولى) …!!
ورغم ذلك نقول : نحن مع أي أجراء سليم تتخذه دوائر الدولة في تصحيح مسارات العمل الإداري وتتجاوز فيه الأخطاء الكارثية التي حصلت في المؤسسات والدوائر الحكومية والتي أرجعتنا إلى عصر ماقبل نشوء الدولة العراقية عام 1921.. !! ولكن لايجب أن يكون هذا الأجراء على حساب الإنسان العراقي المعذب ..الإنسان العراقي الذي قدّم كل الثبوتيات والمستمسكات التي تؤهله بأن يأخذ حقه دون مواربة أو تأخير ..فليس من الأنصاف أن لايأخذ الصحفي الذي تنطق الأرض ومن حولها بأنه صحفي صحفي حتى قطع النفس ، هذا لايأخذ حقه ولاينال أستحقاقه ويتعرض كل يوم لتعليمات جديدة و(ضوابط ) جديدة وتهميش وأقصاء جديد..وبالمقابل أخذها (في الجفتة الأولى) البعض(نقول البعض) ممن لايمتلك من الصحافة إلا إسمها ومن الإعلام إلا رسمه ..فإنا لله وإنا إليه راجعون ..!!
ولكن نحن لدينا كل الثقة بأن نقابة الصحفيين العراقيين وكل المؤسسات الإعلامية الوطنية الفاعلة سوف تعمل على أجهاض هذه التعليمات الظالمة التي أصدرتها وزارة البلديات بحق الصحفيين …وعليهم أن لايعتقدوا بأن تحصل في أواخر عام 2013 وبداية عام 2014تكون (جفتة جديدة) ..فالصحفي الشريف لايرضى لنفسه أن يكون (مع الجافتين) لكي يحصل على حقوقه ، ولكنه يريد أن ينال حقوقه التي أقرها له الدستور بكل كرامة وشرف وإستحقاق كأي مواطن عراقي …!!!
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار