
عـــــــــــيـــن الـــــجـــــمــــــل
ابراهيم هو ابني البكر وقد اصطحبته معنا لأفي بوعد قطعته له في السنة الماضية ، بعد ان اقنعت والده للذهاب معنا ، لاعتراضه على اصطحابه .
قلت لوالده : ” ان هذه الشعائر والطقوس مثل الابجدية ، فأننا لا نستطيع تعلمها في الكبر ، او نتعلمها في مراحل العمر الاولى ، اما اذا كنت معترضا لصغر سنه ، فالذي نشد اليه الرحال ، قد اتى بالذي هو اغر منه سنا ، فغدا قربانا على مذبح الايمان الحر ” .
وصلنا الى المخيم ، وقد كان يعج بكتائب من الزائرين . اندفع ابراهيم بطفولته البريئة الى موائد الطعام التي يبذلها القيمون على السرادق بأعدادها للزائرين ، بينما اكتفينا انا ووالده بكوب من الماء واخر من الشاي .
كان الوقت حينها عصرا ، حيث تبدو السماء صافية رغم وجود بعض السحب التي تجر بعضها البعض بكسل واضح .. البطائح الممتدة كانت اشبه بسجادة كالحة ، تعلوها كثبان رملية وتتف من العشب المصفر ، مع هذا كانت هناك بعض القطعان من الجمال .
انه ديدنهم هؤلاء الرعاة ، فدائما هم في بحث عن الماء والكلأ ، واثناء ذلك اقتربت من المخيم ناقة ، تأملاتها جيدا ولا ادري كيف رحت احدق في عينيها ، وفجأة تحولت الى شاشة عرض سينمائية .. كانت السيوف لم تشهر بعد ، هكذا ارادها الامام علي ( عليه السلام ) ، قال لأصحابه : ” لا تشهروا سيفا ولا ترمو نبلا ، قبل ان يبتدئوكم ” .. تحولت الشاشة بعدها والامام يصلي على قتلى الجيشين ، فقلت في نفسي : ” يا سيدي ليتهم تعلموا منك شيئا هؤلاء الطغاة “.
انهم لم يقتلوا اولادك فقط ، بل حزوا رؤوسهم ، سلبوا خيامهم ثم انتفضوا بحقدهم فحرقوها .
لم اتمالك نفسي … اجهشت بالبكاء ، فصاح بي ابراهيم : ” ماما لم نصل بعد الى قبر الامام فلماذا تبكين ؟ “.
– قلت له ” يجب ان يكون الأمام دائما هنا ” وانا اشير الى قلبي ، ثم اشرت الى قلبه ..” يا ولدي حتى نبصر جيدا الى عين الجمل يجب ان يكون الامام هنا