
بعد ان تركها أهلها.. صناعة “المشحوف” تتجه الى الاندثار في اهوار ذي قار
تمتاز مناطق جنوب محافظة ذي قار بالمساحات الشاسعة من المسطحات المائية التي تكون الاهوار تصل حدودها الى محافظة البصرة والعمارة ،ويسكنها أغلبية ممن يعتاشون على تربية الجاموس ورعى الأغنام فضلا عن مهنتهم بصناعة القصب والمشاحيف وزراعة المحاصيل الزراعية وصيد الاسماك.
الجبايش” التي تعد أكبر مناطق أهوار جنوب العراق في محافظة ذي قار ويسكنها اغلب العوائل التي تمتهن بعض الصناعات اليدوية من صناعة القصب والمشحوف وصيد الاسماك ،حيث عادت إليها بعض العوائل التي كانت تسكنها سابقا خلال السنوات الحالية واخذت هذه الحرف في القضاء تنتعش في الأعوام القليلة الماضية .
لكن صناعة ” المشحوف ” هذه المهنة التي يمتد عمرها الى الحضارات السومرية القديمة التي سكنت تلك المناطق ،اليوم وفي ظل التطور والصناعات الحديثة اخذت هذه الصناعة ا تتجه الى الاندثار والزوال بسبب تركها ممن يزاولها وللالتجاه نحو الوظيفة او عمل آخر يدر لهم ربحا افضل .
ويقول محمد الاسدي “لجريدة الناصريه الالكترونية ” وهو احد سكنه القضاء ” هناك الكثير من الصناعات اليدوية انقرضت واندثرت مثل صناعة المشحوف ” إلا أن الفترة الأخيرة سجلت عودة بعض سكان الاهوار، الأمر الذي أدى إلى تزايد الطلب قليلا على «المشحوف»، وهي الزوارق النهرية المصنوعة من القصب والمطلية بالقار، والتي يعود تاريخ صناعتها إلى أكثر من 5 آلاف عام .
فيما يقول ابو علي وهو أحد حرفيي صناعة الزوارق ” المشحوف” في الأهوار، إن (المشحوف) تسمية يطلقها السكان المحليون على الزوارق المصنوعة من القصب، وهي وسيلة النقل الرئيسة في الأهوار، لافتا إلى أن «التسمية تكون بحسب الوظيفة التي تؤديها الزورق، فمنها (الطرادة) وهو زورق سريع الحركة ، والـ(كعدة) طويل الحجم وهو للوجهاء، و(الشختورة) ويكون كبيرا ومزودا بمحرك آلي، وهذا النوع ازداد الطلب عليه مؤخرا بعد عودة عدد من سكان المنطقة.
إلى ذلك يحكي لنا ابو جاسم ،وهو من سكنة مناطق الاهوار حيث يقول ” للمشحوف أضلاع داخلية مقوسة تتفرع من محور مركزي ينتهي ببوز طويل يسمى العنق، وهذا يشق الطريق عبر الحلفاء والقصب، ويطلق هذا الاسم عموماً على قوارب الأهوار.وأكبر قوارب الهور( البرغش )، تليه ( الطرادة ) التي تحتضن روابط عرضية مقوسة من الخشب وضعت كي يتكأ عليها الجالسون على حصائر في قاع القارب. وتتسع الطرادة لـ 10-12 راكباً. وتفرش الطرادة بالقصب أو بالبواري أو بالحصائر،متابعا بالحديث ان الطريقة الاعتيادية لتحريك قوارب الأهوار هي التجذيف الذي يقوم به رجل أو رجال جالسون في آخر القارب بينما يقوم رجل في قيدوم القارب بدفعه بالمردي، وهو عصا طويلة من قصب ،او المردي ” والمردي يكفي لتسيير القارب من دون مجذافين إذا كان بيد عارف لمهنته، وكل سكان الهور كذلك.
وتبقى الامال معلقة عند سكنه مناطق الاهوار في اعادة الحياة إلى صناعة كانت ولاتزال مهنة يعتاش عليها الكثير من سكان اهوار ذي قار ،مترقبين من مسؤلي المحافظة ان تدعم مثل هكذا حرف قديمة يدوية التي تعود إلى اصالة وحضارة هذا المحافظة .