
الأسرة ,,,,,,, درع و عكاز
تطفوا على أفواه البعض كلمة (أل ) للدلالة النسبية إلى أسرة أو قبيلة وأخذت هذه (الآل) سطوتها في الأسر الدينية مأخذ عظيم وصار الاعتياش عليها شغل شاغل لدى من لا يجد لنفسه شرف أو منقبة أو حنكة ما خلا انتسابه لأسرة من الأسر العريقة . فصارت الأسرة ولقبها دكان لمن لا يجد لنفسه مصادر الأرزاق وجمع الحواشي .
لسنا هنا بصدد الطعن بالأنساب أو السخرية من العوائل ولكن أردنا أن نقف قرب أولئك الذي تمسكوا بأذيال الأسر ويحاولون ان يدخلوا الناس تحت ولاية الأسرة مطرزين ذلك بشيء من من مواقف التاريخ فيجعلوا من أسرهم ألها يجب على الآخرين أن يقعوا له ساجدين .
فصاروا لا يفصلون بين أبائهم كآباء من جهة و بين إباءهم كمصلحين تقع على عاتقهم امة أو شعب من جهة أخرى , فأدخلوا هذا بهذا ضنا منهم إن كل من انتسب لهذه الأسرة صار قائدا أو مصلحا بالفطرة ويحاول أن يحتكر جهد إسلافه ويجيره لنفسه فقط . لذا ترى إن لفضة التبجح بالنسب لا يخلو منها مجلس من مجالسهم. العقل السليم يحثنا على أن لا نجعل من الأسرة عجل له خوار بل يجب أن نقيم الشخص من حيث كفاءته ومقدرته القيادية فيكون تقيمه بمعزل عن تأريخ إباءه وأسرته (اعرف الحق تعرف أهله )
. ومن كان له منزلة في شيء فلا يرث أبناءه وأبناء عمومته هذه المنزلة وليس لأقاربه المطالبة بها أو احتكارها بالمرة , خصوصا اذا كان هذا المقام مما لا يخضع للوراثة .
كالامامة او القيادة مثلا . فهي لا تورث بل تعطى لمن اكتملت فيه الشروط. فمثلا لو كان علي بن ابي طاب –ع- من الروم أو من الفرس وقد ورد فيه ((من كنت مولاه فهذا علي مولاه )) فهنا يجب علينا الطاعة والتسليم حتى وان كان خصومه من إشراف العرب أو من أقارب الرسول محمد- ص- لان العلة في مدى حجية الشخص وتوفر مواصفات القيادة فيه بصرف النظر عن العرق واللون والنسب .
المعتاشون على لقب وأمجاد الأسر لا يخلون من إحدى خصلتين أولهما :- الجهل وعدم التميز بين والده أو جده كقريب له من جهة وكقائد ومصلح توفرت فيه بعض الخصائص القيادية من جهة أخرى . فيحاول أن يصور للناس إن هذه المنقبة من مناقب الأسرة حصرا. ولا يحق لأحد منازعته فيه ثانيهما :
استخفافه بالناس ومراهنته على سذاجتهم فيحاول أن يدخلهم في مربع حاكمية الأسرة لكي يبقى هو في رأس الهرم حتى وان كان غير مؤهل للإمامة والقيادة . وهنا لا يمكنه الحديث بصراحة على أن الإمامة والقيادة لها مواصفات ومقدمات وشروط تكون هي المدار في مدى قابلية الشخص للقيادة”