قراءة في مقاربات مالك العظماوي(العشيرة بين الشرع والقانون)

 

 

من جديد يطل الباحث والاكاديمي الاستاذ مالك يوسف العظماوي بكاتباً جديد يمثل إضافة نوعية مهمة للقاريء العربي بشكل عام والعراقي بنحو خاص..فبعد كتابه (المخفي والمكشوف في هذه الضروف).. صدر للعظماوي مؤخرا كتابه الجديد (العشيرة بين الشرع والقانون) ويبدو من خلال المؤلفات التي أصدرها يوسف ‘‘وعلى الرغم من حالة الفوضى السياسية والارتباك الكبير الذي تعيشه البلاد في كل مفاصل الحياة أن الأمل بمستقبل أفضل يبقى حاضرا مع وجود مناطق للضوء تشع أملا على الحياة تتمثل بالمثقفين وأهل الخبرة.. ويرسم مالك العظماوي من خلال هذا الكتاب صورة واضحة المعالم عن تفاصيل الواقع العشائري منذ العصور السابقه في الوطن العربي بشكل عام والعراق بنحو خاص والأهم من هذا أن الكتاب يمثل ربطا مهما بين السنن العشائرية القائمة الى زمننا هذا , والقوانين الاسلامية و الدستورية , وما مدى توافقها وإن كتاب (العشيره بين الشريعه والقانون) الذي صدر عن شركة العارف ببيروت ويشتمل على(200)صفحة,يمثل موسوعه مهمه وشامله عن أهمية التماسك الاجتماعي من خلال الافراد المنضبطة والمنطوية تحت لواء العشيره وإلتزامهم وفق المبادء الشرعية وعدم تعارضهم للقوانين الاساسية للدولة كما أيستعرض الكتاب بفصله الاول المعنى العام للعشيرة وماتعنية عند أهل اللغة والتعريف بنظرة الاسلام لها ,فقد تكون العشيرة عوناً للفرد في طاعة الله وقد تكون على العكس من ذلك. اما الفصل الثاني فقد تناول خصوصية الشخصية العشائرية وأهم العوامل التي تؤثر عليها كالظروف البيئية والمعيشية وغيرها. وفي الفصل الثالث تكلم فيه على علاقة العشيرة بالشريعه والتعاليم الاسلامية من جهة,والقانون الاساسي للدولة من جهة أخرى وما مدى تأثيرها بهذين القطبين المهمين في حياة الفرد والمجتمع بصورة عامة. والفصل الرابع الذي عرج فيه الى وحدة الهدف لهذه الاقطاب الثلاثه أي الشرع والقانون والعشيرة ومهما تعددة القوانين الوضعية والعرفية يبقى الهدف الاوحد هو كيفية الحفاظ على الامن والاستقرار لدى المجتمع من خلال سن بعض الضوابط التي من شأنها ان تنظم حياة الافراد وعلاقتهم بالاخرين اما الفصل الخامس الذي نوهه فيه على الدور الكبير والاساسي الذي يلعبة شيوخ العشائر وكيفية تحقيق الاهداف السامية للوصول الى المبتغى الذي يصب في خدمة الجميع من خلال الدور الحيادي بالتعامل مع الاخرين. والفصل السادس الذي تناول وقفات وتأملات مع أصحاب العلم والاختصاص الذين يمثلون الشرع والقانون من جهة وشيوخ العشائر من جهة اخرى,وبعد تحليل هذه الاقوال والافكار القيمة أستنتج الكاتب الترابط الفعلي والتداخل الايجابي بين الشريعه والقانون والدور الذي تلعبة العشائر بالمجتمع

وخلاصة القول فإن كتاب (العشيرة بين الشرع والقانون) يعد بمثابة السجل الشامل للوقائع والطموحات والافكار التي يطمح لها الفرد,ويؤشر ايضاً بوضوح للمسارات والخيارات السلمية الواجب اعتمادها لتنمية المجتمع وإجراء الإصلاحات الضرورية له وفق الشريعه الاسلامية السمحاء.. وهو بهذا الوصف يمثل محاولة جادة من قبل المؤلف مالك يوسف سلطان العظماوي لتطوير الوعي لدى المجتمعات وخصوصاً العشائرية كالعراق,كذلك يفتح الطريق لاصلاحات عميقة على جميع الجبهات.. وأن (العشيرة) التي مثلت الكلمة الأولى في عنوان الكتاب لها دلالة عميقة على أن واحدا من أهداف الكتاب هو بناء المجتمع الجديدة وفقا للتعاليم الاسلامية والقوانين الاساسية للدوله.

2 تعليقات
  1. قايتوني يقول

    كيف يمكنني الحصول على نسخة مصورة من الكتاب

    1. الناصرية يقول

      سوف نتابعذلك مع الكاتب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار