
ملفات الإرهاب وسوريا والتعاون الستراتيجي تتصدر زيارة المالكي لواشنطن
تكتسب الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء نوري المالكي الى واشنطن الاسبوع المقبل اهمية كبيرة، بحسب ساسة ومراقبين، انطلاقا من تطورات المشهد الاقليمي في المنطقة وتداعيات الازمة السورية وسط تنامي موجة الارهاب وانعكاساتها التي باتت تهدد امن الشرق الاوسط باكمله، فيما ستشهد الزيارة على وفق مقربين من رئيس الوزراء بحث ملفات التسليح وتفعيل اللجان المشتركة بين الجانبين للتأكيد على العلاقات العراقية – الاميركية في اطار الاتفاقية الستراتيجية بين البلدين.
تحالف ستراتيجي
عضو لجنة الامن والدفاع النيابية النائب عباس البياتي اكد ان “زيارة  المالكي المرتقبة الى واشنطن والمقرر اجراؤها مطلع الشهر المقبل تكتسب اهمية كبيرة بسبب تطورات الاوضاع للشرق الاوسط وما تشهده المنطقة من صراعات ادت الى تنامي قوى الارهاب”.
وكان البيت الأبيض أعلن الأربعاء أن الرئيس باراك أوباما سيستقبل المالكي في أول تشرين الثاني المقبل.واشار البياتي لـ”الصباح”، الى ان” المشاورات بين المالكي والمسؤولين في واشنطن ستتناول ملفات عديدة لوجود تحالف ستراتيجي بين البلدين بعيد المدى يرسم العلاقات المشتركة، كما ستبحث الزيارة موقف العراق من تداعيات الازمة السورية والمتغيرات الاقليمية في وقت اصبحت فيه المنطقة مقبلة على مؤتمر جنيف الثاني ومبادرة  العراق الخاصة بالحل السلمي التي سيتم بحث تفصيلاتها لبيان موقف العراق من الازمة السورية.واطلق رئيس الوزراء نوري المالكي الشهر الماضي مبادرة تتكون من ثماني نقاط لانهاء الصراع الدائر في سوريا ولايقاف اطلاق النار فيها بشكل فوري.وتتضمن المبادرة “الدعوة لوقف اطلاق النار بشكل فوري وشامل على كامل الاراضي السورية، ووقف عمليات تزويد اي طرف من اطراف النزاع بالمال والسلاح، وانسحاب جميع المقاتلين الاجانب من الاراضي السورية”، اضافة الى “دعم استمرار التحقيق المحايد الذي تجريه منظمة الامم المتحدة بشأن استخدام السلاح الكيمياوي، اضافة الى رفض التدخل الاجنبي في الشأن السوري واية عملية عسكرية تستهدف الدولة والاراضي السورية”.
كما تنص على “الالتزام بعدم استخدام الاراضي العربية لضرب سوريا او اية دولة اخرى، و اطلاق صندوق عربي لدعم عودة اللاجئين السوريين واعادة اعمار سوريا،والزام النظام السوري والمعارضة بجدول زمني لاجراء مفاوضات مباشرة باشراف عربي ودولي ووضع خريطة طريق لاجراء انتخابات حرة في سوريا تحت اشراف عربي ودولي يعقبها تداول سلمي للسلطة”.
تسليح القوات العراقية
وتابع البياتي: ان ملف التسليح سيكون ضمن الملفات التي تحتل اولوية في المباحثات بين الجانبين، مؤكدا “رغبة الحكومة العراقية في الاسراع بتسليح الجيش العراقي والاجهزة الامنية للدفاع عن البلد ومواجهة موجة الارهاب وتسلم طائرات الـ( F16) وفقا لاتفاقية الاطار الستراتيجي الموقعة بين البلدين”.
واوضح عضو لجنة الامن والدفاع النيابية ان “تفعيل الاتفاقية الستراتيجية بين البلدين بات ضروريا، لاسيما ان جزءا يسيرا منها تحقق ولابد من تفعيل عمل اللجان المشتركة في مجالات التعاون التجاري والاقتصادي والامني كل في مجاله”. وبين النائب ان الاجواء ستؤدي الى نجاح الزيارة وبقوة، والانتقال الى مرحلة مهمة من التعاون بين البلدين، مرجحا بحث الاوضاع الداخلية وفقا للتحدي الامني وموجة الارهاب التي بدأت تتصىاعد وتشكل عدوا مشتركا للمنطقة ما يدعو الى تفعيل التعاون الاستخباري والامني والمعلوماتي لتمكين الاجهزة الامنية في مواجهة الجماعات المسلحة وقوى الارهاب “.
ويرى مراقبون ان الزيارة تؤكد اهمية العلاقات العراقية – الاميركية في اطار الاتفاقية الستراتيجية بين البلدين، كما ستبحث الاوضاع الاقليمية في المنطقة وملفات التسليح والامن والازمة السورية.
شأن داخلي
واستبعد البياتي بحث الخلافات بين الكتل السياسية لكونها شأنا داخليا تحتاج الى توافق سياسي واعادة ترتيب للبيت العراقي بعيدا عن تدخلات الخارج.
من جانبه، اكد النائب عن كتلة المواطن عبد الحسين عبطان في تصريح لـ(الصباح)، اهمية زيارة المالكي المرتقبة الى واشنطن لتعزيز التعاون بين البلدين حيث تربطهما علاقات متينة، موضحا انها ليست الاولى وتأتي لتفعيل اتفاقية التعاون الستراتيجي بين الجانبين. واضاف عبطان “اننا نعتقد ان الزيارة لن تؤثر بشكل كبير في الواقع الامني في البلاد”، مبينا ان العراقيين يقدمون التضحيات الجسام والدماء البريئة بسبب الارهاب وتنامي اعمال العنف التي حصدت مئات الضحايا دون موقف دولي واضح. ورجح ان يتم بحث ملف اجراء الانتخابات في موعدها المقرر وفقا لموقف الجانب الاميركي الذي عبرت عنه من خلال ممثليها والذي اكد اهمية اجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد دون تأخير.
استعداد أمني
بدوره، اكد مقرر مجلس النواب النائب محمد الخالدي ان العراق والولايات المتحدة الاميركية يرتبطان باتفاقية ستراتيجية، وهناك تبادل في وجهات النظر بين الجانبين بشأن الازمة السورية وتحديد المشتركات بين البلدين.واوضح الخالدي في تصريح خاص لـ”المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي”، ان “المرحلة المقبلة ستشهد تغيرات أمنية من جراء الازمة السورية وتداعياتها الامنية”، مبينا ان “العراق تقدم بمبادرة لحل الازمة السورية عن طريق الحوار والدعوة الى جلوس جميع الاطراف السياسية لايجاد مشتركات للتوصل الى حل هذه الازمة عن طريق الحوار”.
واشار الى ان المرحلة المقبلة هي مرحلة ترقب واستعداد امني لتفادي التداعيات الامنية المحتملة.
