
صاحبة (جا هي ولية) تستنكر من البصرة الحظر المفروض على الملاعب العراقية
بمجرد كتابة “جا هي ولية” (كلمة استنكار باللهجة الدارجة العراقية تشير إلى تعرض الشخص للهجوم من اكثر من شخص واحد، او لمشاكل اكثر من طاقته)، على محرك البحث (google)، ستظهر لك نحو 12 الف نتيجة، هي في معظمها مقاطع فيديو وصور لام عامر، المراة البصرية البسيطة التي تحولت كلماتها الثلاث التي انتقدت بها، في تسجيل مصور، صعوبة الإجراءات في دائرة التقاعد، وعدم كفاية الراتب، إلى ايقونة معروفة لدى اغلب العراقيين.
ام عامر، شاركت في احتفالات افتتاح مدينة البصرة الرياضية، ولم تكتف باطلاق الزغاريد العراقية المعروفة، وانما حملت ايضا لافتة تندد بنقل بطولة خليجي 22 من مدينتها البصرة إلى مدينة جدة السعودية، وكررت “جاهية ولية”، عدة مرات خلال حديثها إلى (المدى برس) التي كانت موجودة في حفل افتتاح المدينة.
وتقول المرأة الستينية ان “فرحتها كبيرة بكبر الدنيا، وكل من في الملعب مستعد للتضحية بروحه من اجل العراق”، وتضيف أم عامر من على المدرجات انها تريد “الانضمام إلى رابطة مشجعي العراق”.
وتوضح ام عامر انها ترغب “بالانضمام إلى رابطة عراقية معنية بتشجيع العراق سواء على مستوى المنتخب أو الأندية”، مطالبة ايضا بتحسين وضعها المعاشي وزيادة راتبها التقاعدي الذي يبلغ 250 الف دينار شهريا، مرددة مقولتها الدارجة المشهورة (نريد نعيش جا هي وليه)”.
ورفعت (أم عامر) لافتات تستنكر الحضر المفروض على الملاعب العراقية، عادة أن “المطالبة برفع الحضر عن الملاعب العراقية مطلب الشارع الرياضي العراقي”.
من جانبه يعبر رئيس رابطة مشجعي العراق مهدي ابن العراق عن “فرحته اليوم في ملعب المدينة الرياضية”، معتبرا إياها “رسالة إلى العالم ودول الخليج التي لم تراعي مكانة العراق وموقعه ودوره الريادي في الرياضة الخليجية”.
ويقول (ابن العراق) وهو اللقب الذي يفضل أن يدعى به في حديث إلى (المدى برس)، إن “العراقيين يشجعون من يحبونه واليوم يحبون الزوراء والميناء والزمالك والعهد على حد سواء”.
ويوجه مهدي سهام نقده وعتبه على وزارة الشباب والرياضة مبينا أنها “لم تبادر بمنح الجمهور فرصة الحضور”، مشيرا إلى أن “هنالك من يرغب من الجمهور بالحضور والمشاركة، لكن قد يكون بيع التذاكر حال دون حضوره، ولو كانت المباريات مجانا لكانت الفرحة احلى خصوصا في البصرة”.
وتم بيع بطاقات الدخول إلى حفل الافتتاح على ثلاثة فئات الفئة الأولى وهي الأقرب إلى المشاهدة سعر البطاقة 25 الف دينار والفئة الثانية بمبلغ 15 الف دينار، أما الثالثة بمبلغ 10 الأف دينار.
يذكر أن ملعب المدينة الرياضية الذي يستوعب 65 الف متفرج يعد اكبر الملاعب العراقية وهو من كبار الملاعب على مستوى أسيا واستوعب خلال حفل الافتتاح ما لا يقل عن 55 الف متفرج.
يذكر أن نادي العهد اللبناني المتواجد في البصرة وصف، اليوم الأحد، المدينة الرياضية في البصرة بـ”أحد المناشئ العالمية”، وفيما أشار إلى أن ملعبها يعد من أفضل عشرة ملاعب في العالم، لفت احد المحترفين المصريين في صفوف نادي الميناء إلى انه كان من الأفضل أن يتابع الاتحاد الدولي (الفيفا) هذا البلد “الجميل” المتعطش لإقامة البطولات على أرضه.
وافتتح رئيس الوزراء نوري المالكي، السبت، (12 تشرين الأول 2013)، المدينة الرياضية في مدينة البصرة، فيما اعرب عن استغرابه بأن العراق الذي خرج من حصار أحكام الفصل السابع، لم يخرج من “حصار” العرب والأصدقاء في عالم الرياضة، داعيا الجميع إلى مراجعة قرار حظر اللعب في الملاعب العراقية، في حين أشار إلى أن على الجميع الوقوف مع شبابه ورياضته.
وأكد وزير الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر، يوم أمس السبت، أن “المكر” السعودي هو الذي “سرق” تنظيم بطولة خليجي 22، من العراق، عادا أن ذلك “خيانة لا تغتفر” مؤكدا أن المدينة الرياضية في البصرة هي الأولى خليجيا، فيما لفت إلى أن العراق سيصبح خلال خمس سنوات الأول في أسيا رياضيا بامتلاكه 18 ملعبا.
وكان من المؤمل أن تستضيف البصرة، العام 2013 الحالي، دورة كأس الخليج بنسختها الثانية والعشرين، وهو ما دفع العراق لإنشاء مدينة رياضية متكاملة فيها بكلفة 550 مليار دينار، تتضمن ملعباً دولياً يتسع لـ 65 ألف متفرج اطلق عليه اسم “ملعب البصرة الدولي”، إضافة إلى ملعب ثانوي يتسع لـ 10 آلاف متفرج اطلق عليه اسم “ملعب الفيحاء”، علاوة على أربعة ملاعب ثانوية للتدريب، وثلاث قاعات رياضية لألعاب خماسي الكرة والسلة والطائرة، وثماني عمارات سكنية لإقامة وفود الفرق الرياضية، علاوة على فندقين كبيرين.
لكن رؤساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم، قرروا في (الثامن من تشرين الأول 2013 الحالي)، نقل دورة خليجي 22 من البصرة إلى مدينة جدة السعودية، لعدم جاهزية البصرة، فيما منحت العراق حق استضافة دورة خليجي 23 شرط إزالة الحظر من قبل الاتحاد الدولي عن الملاعب العراقية.