
سلسلة مقالات ما أوذي نبي مثلما أوذيت ح7 والأخيرة الإساءات الاسباب والمشتركات
تتبعنا في الحلقات السابقة أشهر محاولات الاساءة لشخص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ أول إعلان رسالته والى يومنا الحاضر ويمكن تصور عدة اسباب لصدور تلك الاساءات منها:
1-عدم الايمان أصلاً بوجود إله وبالتالي لا معنى للإيمان بنبي فيمكن معه الاستهزاء به.
2-بدافع الايمان بدين مغاير كما هو الحال مع اليهود إذ يرون في الاسلام ورسوله خطراً يهددهم.
3-عدم فهم ما جاء به الرسول، مرة لقلة المعلومات ومرة لاعتماد مصادر غير صحيحة، ومرة للخلط بين الرسول وآخرين في القول والتصرف.
4-تقاطع ما جاء به الرسول مع المصالح الشخصية والفئوية لبعض الجهات.
5-بسبب التحريض من جهات معينة ناتج عن قناعة بالفكرة أو لأجل المغريات التي تقدمها تلك الجهة.
6-البحث عن التميز والشهرة، فإثارة مشاعر أكثر من مليار إنسان يصنع الشهرة لأي نكرة!!
وغير ذلك من الاسباب.
المشتركات:
وقد لاحظنا جملة من المشتركات بين هذه الاساءات نذكر منها:
1- كان لليهود ولازال دور كبير في اغلبها إن لم يكن كلها، بشكل ظاهر أو خفي.
2- كانت ردود الافعال في الاغلب تجاهها متشنجة ولا تنسجم مع ما يريده الرسول (ص)، وكثيراً ما كانت تلك الردود تساعد في انتشار تلك الاساءة على نحو أكبر.
3- إن هذه الاساءات تعطي دفعة للإسلام نحو الامام في الاغلب على عكس ما أراد لها أصحابها، فبعد كل إساءة يزداد عدد الذين يدخلون في الإسلام أو يريدون التعرف عليه وعلى ورسوله أكثر كما في ارتفاع مبيعات الكتب الاسلامية في بريطانيا بعد نشر المقطع الترويجي لفيلم براءة المسلمين!
4- إنها تستند في الاغلب الى نقاط ضعف روائية أو تفسيرية أو تاريخية تتطلب اعادة مراجعة لتقييمها من جديد كون اغلبها إما مكذوب ولا اصل له أو انه غير واضح، ومصدرها في الاغلب المجاميع الحديثية كالبخاري ومسلم وكتب السير كسيرة ابن اسحاق وبعض كتب التاريخ.
5- إنها تستند في الاغلب على صورة مشوهة عن رسول الله قدمتها مصادر اجنبية كما في كتابات بعض اليهود والمسيحيين في العصور السابقة وكتابات بعض المستشرقين في العصور الحديثة.
6- إنها تستند في الاغلب الى تعميم تصرفات سلبية اغلبها ترتبط بالعنف والجنس قام أو يقوم بها منتحلون للإسلام لا يمتون الى الخلق الاسلامي المحمدي بصلة، كما في تصرفات بعض الحكام المسلمين من أمويين وعباسيين وعثمانيين وغيرهم في العصور السابقة وكما في تصرفات الوهابية والقاعدة وطالبان واشباههم في العصور الحالية.
7- إن اغلبها ذات طرح ضعيف لا يقف أمام النقد العلمي وسيء جداً في الاخراج الأدبي والفني.
8- إنها تستند في الاغلب الى السخرية والاستهزاء بدل النقد البناء ومع مرور عشرات القرون الا إنها لازالت تنتمي لنفس النهج الذي تنتمي له الجاهلية الأولى!
هذا وقد ازدادت وتيرة هذه الاساءات وتعددت اشكالها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي أو الخطر الأحمر والذي أستعيض عنه بالإسلام أو الخطر الأخضر كعدو بديل كما تعبر بعض المصادر، وشهدت السنوات الأخيرة وخاصة سنة 2012 تصاعد وتعدد أشكال هذه الاساءات الى مستوى غير معهود مما يوجب على المسلمين مسؤولية كبيرة.
كيف نتعامل مع الاساءات:
كيف نتعامل مع هذه الاساءة الاجابة باختصار كما يريد رسول الله صلى الله عليه وآله وكما ينسجم ويتناسب مع كوننا مسلمين، ولكن كيف يتم ذلك؟
يمكن تصور تنفيذ الامر بإجراءات متعددة منها:
1- إعادة قراءة تاريخنا وكتبنا الروائية وكتبنا التفسيرية بروح نقد بناءة لتحييد أو رفض أو تعديل أي فهم لا ينسجم مع المنظومة الاسلامية بثوابتها المجمع عليها.
2- تجنب الصراعات الطائفية والمذهبية والتركيز على نقاط الاشتراك واعادة النظر في اساليب الحوار المتداولة حالياً والتي تستند على اسلوب نشر الغسيل والتسقيط.
3- التعريف برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعريفاً صحيحاً وباليات عصرية وبكل وسيلة إعلامية متاحة.
4- مخاطبة الاخر باللغة التي يفهمها، دون التنازل عن المبادئ.
5- تجنب تبني أي خطاب تهجمي او عنيف لا ينسجم مع المنظومة الاسلامية، وتجنب ردود الافعال الارتجالية الانفعالية تجاه أي إساءة.
6- التعريف بالدين الاسلامي كما هو لا كما تريد الجهة الفلانية أو الحركة الفلانية أو الحكومة الفلانية.
وأخيراً وهو الأهم تطبيق الدين الاسلامي في سلوكنا وافعالنا لا في اقوالنا فقط والتخلق بخلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنكون دعاةً له بأفعالنا.
فرسول الله هو رسول الرحمة للإنسانية جمعاء وهو خاتم الانبياء والرسل وقد كفاه الباري جل شأنه استهزاء المستهزئين وعصمه من الناس فمصير هذه المحاولات هو الفشل والفضيحة والعار في الدنيا والخزي والعذاب في الآخرة “والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم” فليس من شكٍ في ذلك ولكن تبقى مسؤوليتنا نحن المسلمون في تجسيد الانتماء الحقيقي للإسلام وتقديمه بصورته الصحيحة للآخرين وإن نكون على قدر المسؤولية في مثل هكذا مواقف.
رشيد السراي
9/10/2013