ذي قار رقم كبير في عالم النفط

 اشتهرت ذي قار عبر تاريخها بآثارها التي تحكي قصتها الممتدة الى أعماق التاريخ ،وقد قدرت المدن الأثرية التي لاتزال مطمورة  ولم يتم تنقيبها بأكثر من الف  موقع أثري ، وفيما تقوم بعض دول العالم بأختراع قصص قد لاتكون واقعية لأضفاء صفة سياحية على بعض مدنها هادفة ً الى جذب السياح ، فأن في مدننا حقائق ماثلة تحكي قصص تاريخ بلاد مابين النهرين ، ولكن واقعنا الأمني اليوم لايشجع على السياحة .
لم يكن اهل ذي قار، الى وقت قريب ، يعرفون ان مدينتهم التي تمتد على سطحها أهوار واسعة المساحة ، تطفو على بحيرة أكبر من النفط ، لقد كانوا يرون لهب ابار النفط يعلو الى عنان السماء عندما يكونوا في طريقهم الى البصرة ،ولم يدر بخلد أحدهم ان لذي قار حكاية مؤجلة مع النفط .   النفط حكاية جديدة في ذي قار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع دخول الطرق الحديثة في الأكتشافات النفطية بدأت  ذي قار، وفي وقت قياسي ، ترتقي سلما ً جديدا ًفي حسابات عالم النفط ، حيث ثبت انها تمتلك احتياطيات ضخمة تجعلها تقف بمصاف المحافظات النفطية المهمة ، إذ يقدر الخبراء ما مكتشف من الأحتياطي النفطي فيها ما يجعلها وفق البيانات الحالية ثالث محافظة عراقية ، وقد ترتقي الى الدرجة الثانية !
كانت البداية في  حقل الناصرية ،حيث قامت وزارة النفط العراقية بأمكانياتها البسيطة  بتنفيذ المرحلة الأولى منه عام 2007 حيث بلغ ما ينتجه الحقل (12) الف برميل يوميا ً .
وفي السنوات القريبة الماضية ابتدأت شركتا بتروناس الماليزية وجابكس اليابانية العمل في حقول الغراف الضخمة ، وتعمل منضوية بأمرة هاتان الشركتان أكثر من عشرون شركة ثانوية ،مما يدل على ضخامة العمل في الحقل ومن المتوقع ان يبلغ انتاج الحقل بعد تطويره الى ( 230 ) الف برميل يوميا ً .
وهناك حقول أخرى لاتزال في طور الأستكشاف مثل حقل ابو عامود والذي يضم خمسة ابار ، وهناك حقل صبة والذي يضم سبعة عشر بئرا ً .
ويظهر ان ذي قار التي هجرها السياح خوفا ً من الوضع الأمني المتردي ، رغم ما تحتويه من مراكز جذب أثرية وسياحية ، قد دخلها الأجانب من الباب الآخر ، باب الأستثمار في النفط ، حيث انها اليوم تزخر بمئات الخبراء والفنيين من مختلف دول العالم .
آفاق المستقبل
ـــــــــــــــــــــــ
ان ذي قار ليست مدينة حدودية ولاتمتلك سواحل مباشرة لكي تكون منفذا ً بحريا ً ، وبالتالي فهي لاتمتلك موارد أو ثروات يومية واضحة ،وهذا يوضح بجلاء أهمية النفط اليوم لهذه المدينة والتي من المتوقع ان تشهد انتعاشا ً اقتصاديا ً في المستقبل المنظور ، كما ان هناك خططا ً لجعلها ميناءا ً لتصدير نفطها دون الأعتماد على ميناء البصرة .
إن محافظة ذي قار رابع محافظة في العراق من حيث عدد السكان وقد    بينت الأحصاءات عام 2011 ان ذي قار تتصدر مدن العراق بالفقروان
ماتعرضت له من مآسي أدى الى بروز فئات ضعيفة على مستوى المحافظة وبأعداد كبيرة .
مستويات الفقر :
من المعلوم إن المحافظة كانت مسرحا للعمليات العسكرية في عام 1991 – 2003 وجربت فيهامئاة الأطنان من مختلف الأسلحة المحرمة دوليا” وظهرت وتظهر إصابات غريبة على سكانها ،كما كان للتدمير الواسع التي تعرضت له مرافقها العامة كمحطات الطاقة والجسور والطرق والمنشآت الصناعية والخدمية والبنى الأرتكازية الأخرى ، الأثر الكبير على الحالة الاقتصادية لسكانها ،ناهيك عن أنها كانت قبل هذا قد تعرضت لحصار من النظام السابق وإهمال كبيرين وخاصة في السنوات الأخيرة التي سبقت سقوط النظام ،وأدى انحسار مياه الاهوار سواء ذلك الذي كان بشكل متعمد من قبل نظام صدام أو ذلك الذي لحق بفعل انخفاض مياه دجلة والفرات بسبب السدود التي تنشأها تركيا على منابع الأنهر أدى إلى تضرر مناطق واسعة من المحافظة وهجرة أهلها إلى مناطق أخرى , والى هذا اليوم تستمر هجرة الشباب في هذه المناطق بحثا عن العمل .
أن سكان الأهوار يعيشون أوضاعا” صعبة جدا” ، حيث أن انحسار مياه الأهوار قد أفقدهم أهم وسيلة للعيش عندهم وهي الصيد ،كما أن صعود وأنحسار المياه المتذبذب بين وقت وآخر يمنعهم من الأتجاه بجدية لزراعة هذه المساحات الشاسعة والأستفادة منها والتي كانت أهوار أصلا” في ماضي الزمان ، وبالتالي ازدادت البطالة بشكل كبير وتعمقت حالات الفقر ، ويطمح اهالي ذي قار اليوم الى الحصول على فرص عمل تعوضهم الحرمان السابق .
taherbakaa@yahoo.com

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار