صحيفة الناصرية الإلكترونية:
تشهد منطقة خليج كاليفورنيا في الولايات المتحدة حالة من القلق العلمي بعد تسجيل ما لا يقل عن 90 زلزالاً غامضاً صغيراً منذ بداية الشهر، في نشاط زلزالي غير معتاد دفع الخبراء إلى دراسة أسبابه المحتملة.
وبحسب بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، تركزت الهزات في مدينة سان رامون الواقعة في منطقة إيست باي فوق صدع كاليڤيراس، وهو فرع نشط من نظام صدع سان أندرياس الشهير.
ويُقدَّر أن هذا الصدع قادر على إنتاج زلزال بقوة 6.7 درجات، مع احتمال يبلغ 18 في المئة لحدوثه قبل عام 2030.
وبدأت السلسلة الزلزالية في 9 نوفمبر بهزة بلغت 3.8 درجات، تلتها عشرات الهزات الخفيفة التي لم تتوقف حتى الآن، ورغم أن تتابع الزلازل الصغيرة قد يُفسَّر أحيانا كمؤشر على زلزال كبير وشيك، فإن العلماء يؤكدون أن هذه الحالة تختلف عن السيناريو المعروف، وفقا لصحيفة ديلي ميل.
وقالت سارة مينسون، عالمة الجيوفيزياء في مركز علوم الزلازل التابع للمسح الجيولوجي الأمريكي، إن المنطقة شهدت عناقيد مشابهة في الماضي دون أن تتبعها زلازل مدمرة، مرجحة أن يكون السبب في هذه الهزات هو “شقوق صغيرة مملوءة بالسوائل” ناجمة عن هندسة جيولوجية معقدة.
وكان آخر زلزال ملحوظ على الصدع قد وقع في أكتوبر 2022 قرب جبل هاميلتون بقوة 5.1 درجات، وهو الأكبر على كاليڤيراس منذ عام 2007، والأكبر في منطقة الخليج منذ 2014، أما أقوى زلزال تاريخي معروف على الصدع فقد سُجّل عام 1911 بقوة 6.6 درجات.
ويُعدّ الصدع متأخرا عن موعد زلزال كبير محتمل، وفقا للخبراء، وتُعدّ سلسلة الهزات الحالية السادسة على الأقل منذ عام 1970، وكانت آخر سلسلة مماثلة عام 2015.
وتشير دراسات سابقة لسلسلة 2015 إلى أن المنطقة تحتوي على عدة صدوع صغيرة متقاربة بدلاً من صدع واحد، وأن الحركة الزلزالية تنتقل بينها بطريقة معقدة، مع وجود أدلة على دور مهم للسوائل الجوفية في تحفيز الهزات.
ويرى رولاند بيرغمان، عالم الزلازل في جامعة كاليفورنيا – بيركلي، أن الهزة الأولى في نوفمبر قد تكون “الهزة الرئيسية” التي تبعتها سلسلة من الهزات الارتدادية.
وتتسم المنطقة بغياب أي نشاط بركاني أو حراري، ما دفع العلماء إلى ترجيح أن يكون تدفق السوائل تحت السطح هو المحرك الأساسي لهذه العناقيد.