ينشغل النحات العراقي فاضل مسير بتجسيد واقعة الطف الخالدة عبر منحوتات تقترب من شخوص ابطالها في عمل فني رائع يرغب في ان يكون رسالة واضحة المعالم تعرف بقيمة الثورة الحسينية وابعادها الانسانية.
وبعد رحلة مكوكية قضاها في اوروبا لانجاز بعض الاعمال، سيعتكف مسير لانجاز مشروعه الذي اعتبره» هاجسا» بغية اكمال منحوتات الطف التي تمثل رمزا من رموز العالم الاسلامي.
يقول مسير في حديث خص به «الـصباح» انه «يواصل العمل باستمرار لتحقيق حلمه في تخليد واقعة الطف الاليمة، خصوصا ونحن نعيش اجواء شهر محرم الحرام وذكرى استشهاد ابي الاحرار «.
وفاضل مسير نحات ورث الفطرة من جده الذي ينحدر من «الدواية» التابعة لقضاء الشطرة في محافظة الناصرية التي تشتهر بآثار اور وسومر، وقال انه تأثر بجده كثيراً كونه نحاتا فطريا موهوبا كان بارعا في تقليد الآثار الاصلية وبيعها فترة الستينيات.
ويتذكر مسير كيف داهمت الشرطة منزل جده ظنا منهم انه تاجر اثار لكنهم اكتشفوا حقيقة الامر، اذ انه كان يقلد القطع الاصلية طبق الاصل ويعتقها بطريقته محترفة ويبيعها لمن يرغب باقتنائها.
سألناه عن تلوين المنحوتات وما اذا كانت الالوان تفقد العمل ام تضيف له فأكد.
«في عمل البورتريت امزج احيانا الالوان الحيادية مع الطين هما الابيض والاسود كي اقترب من التفاصيل اكثر وارى مفردات العمل بشكل واقعي ودقيق. وتعتبر مرحلة الطين هي مرحلة بداية العمل الفني وهذا المزج تقنية اخرى يضيفها النحات وتعتبر من ادواته}.
وعن جمع اعماله في معرض شخصي بين» رغم ان للمعرض خصوصية جميلة وهي مواجهة مع الجمهور ومدى تفاعله مع العمل الفني. الا ان الحال تغير نوعا ما بفضل مواقع التواصل الاجتماعي. اذ انشر اعمالي فيها واتابع آراء الجمهور العراقي والعربي ومع هذا يبقى الطموح لاقامة معرض باية فرصة قادمة.
وفي ما يخص العراق اوضح «المنحوتات لا تجد صدى واسعا حاليا لاختلاف الرؤى والاذواق والتوجهات، نحن ضحية ازمة وزمن لا يميل لثقافة الاعمال النحتية والنصب بشكل عام، الا انني ارغب في اقامة نصب يخلد عظمة هذا البلد العظيم بتراثه ومعطياته، وارى انه لا ضير في نحت اعمال لرموز قدمت الكثير للعراق».
وعن تكلفة المنحوتات، وفيما اذا كان مصنع البرونز حلما ما زال يراوده قال» تختلف تكلفة اسعار صب البرونز للاعمال من حيث الوزن والحجم. حيث تتراوح قيمة اصغر عمل بحدود مئتي دولار، وهذه اجور المصاهر الصغيرة وعددها لا يتجاوز ثلاثة او اربعة مصاهر في العراق
وهم لا يرتقون الى مستوى الطموح لاسباب عديدة
منها عدم تسويق الاعمال وقلة الانتاج وغلاء المواد المصنعة ..
وهذا يتطلب دعم الدولة فالاعمال النحتية دليل على تقدم البلدان، وهي تخليد لبطولات ومواقف وارث لكل بلد وهو ما نشاهده في كل دول العالم».