القوة الناعمة .. شائعات يستخدمها الاعلام الغربي لدعم الدواعش ام لتمرير اجندات واشنطن ؟

 

لعل من فضائل الحرب على داعش انها كشفت زيف الكثير من دعاة حقوق الانسان، وحتى المؤسسات الاعلامية العربية والغربية التي كانت تعد من المصادر الموثوقة للمعلومة والخبر، فقد اعتمدت مبدأ “القوة الناعمة” في ترويج شائعاتها لتثبيط عزيمة الجيش والقوات الامنية العراقية، وتعظيم وتهويل ما تقوم به عصابات داعش الارهابية، الامر الذي عزاه مختصون الى المصالح الامريكية الغربية في العراق والمنطقة، لانها المحرك الرئيس للماكينات الاعلامية العربية والغربية.
الى ذلك، يقول الصحفي محمد المعموري، في حديثه لـ”عين العراق نيوز”، ان “الاعلام الغربي بدأ منذ فترة الخروج من صمته في دعم داعش، وبدأت مؤسسات اعلامية كبيرة تروج لمجاميع داعش الاجرامية ومنها الامريكية والبريطانية على سبيل المثال صحف (نيويورك تايمز وواشنطن بوست) وغيرهما الكثير بالاضافة الى اعتمادها على وسائل اعلامية ودعائية عربية اخرى داعمة لداعش، وخاصة وسائل الاعلام الخليجية”، مشيرا الى ان “مركز العمليات الدعائية والاعلامية لداعش تدار من وسط اسرائيل ولها فروع اخرى في قطر والسعودية”.
واضاف المعموري ان “المراكز الاعلامية تصرف لها الاموال بسخاء وبدون حساب، وفي المقابل فان الاعلام العراقي مصاب بالفشل في مواجهة الاعلام الغربي لعدم وجود الامكانيات البشرية والمادية وعدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب واعتمادها على اناس اميون لا يفقهون شيء بالاعلام والدعاية والحرب النفسية التي اتبعتها الماكنة الغربية منذ عام 1835 وخصوصا الدعاية الامريكية خلال وبعد الحربين العالميتين الاولى والثانية”.
من جهته، بين الصحفي مصطفى سعدون، لـ”عين العراق نيوز”، ان “الاعلام الغربي لايزال حتى اليوم يبث اخباراً غير صحيحة عن تنظيم داعش ومحاولة سيطرته على العاصمة او الاجزاء الغربية منها، حيث بث اليوم خبراً عن مسؤول اميركي يقول ان داعش ستستهدف طائرات مدنية تقلع من مطار بغداد الدولي”، مشيرا الى ان “الاعلام الغربي يحاول ان يفند جهد الحشد الشعبي، ولايسلط الضوء عليه لاسباب سياسية”.
اما الصحفي جعفر المالكي فاوضح، لـ”عين العراق نيوز”، ان “وسائل الاعلام الغربية جزء من الخارطة التي وضعتها دول الغرب في جعل (داعش) اداة لاشغال المنطقة بحرب مجاميع صغيرة او هي جزء من خطة كبيرة اطلق عليها الغرب (الشرق الاوسط الكبير) فالكل ضمن منظومة الغرب يعمل على تقوية منظمة داعش”.
واشار المالكي الى انه “ذلك يأتي في سبيل انجاح مخطط استراتيجي وهو تفكيك المنطقة ومحاربة محور الممانعة والمرتبط بالمقاومة الاسلامية، فضلا عن التركيز على تشويه حقيقة الاسلام من خلال بث الاخبار وتصوير داعش هي الاسلام الفعلي، او ربما خلق من (داعش) منظمة لا تقهر من خلال تصريحات اعلامية بان الحرب قد تطول سنوات ، ومن ناحية اخرى فان التركيز على مصطلح الدولة بدل داعش هو بحد ذاته دعم اعلامي للمجاميع الارهابية”.
ولم يختلف رأي الصحفي عمار كاظم حيث يقول لـ”عين العراق نيوز”، أن “تعامل الإعلام الغربي مع المعركة التي يخوضها الجيش العراقي وفصائل الحشد الشعبي ضد تنظيم داعش يتجه دائما بالنظر إلى الخسائر التي تصيب الجيش والتفجيرات الإجرامية التي تقوم بها هذه الجماعات الإرهابية مع محاولة تجاهل أو تقليل حجم الانتصارات التي تحققها قواتنا البطلة التي تعد استراتيجية ومهمة في الميدان، فيما يتم إبراز الطلعات الجوية التي تقوم بها الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي والتي يعترف حتى الإعلام الغربي بعدم تأثيرها وجدواها وكانما هي محاولة لسرقة او تجيير هذه الانتصارات لغير أصحابها الحقيقيين”.
وبين كاظم ان “مثال ذلك الانتصارات الكبيرة للجيش العراقي في منطقة جرف الصخر ومقتل واسر العشرات من مجرمي داعش وهروب كبير للباقين، ومع ذلك تتجاهل هذه القنوات الحديث عن هذا النصر الذي لم يشاركوا في صنعه، فيما ينشغل الإعلام الغربي بقضية استخدام الكلور في صلاح الدين ومقتل جندي امريكي واحد فقط من المارينز، بينما لو كانت داعش قد حققت شيئا في هذه المعركة لقلبت الدنيا ولم يكف الاعلام الغربي والعربي عن التطبيل وذكر الخسائر وهو ما يدل على انحياز وانحراف واضح عن المهنية الاعلامية التي طالما تشدق بها هذا الاعلام”.
من جهته، اكد الدكتور في كلية الاعلام عبد الامير الفيصل، لـ”عين العراق نيوز”، ان “تنظيم داعش الارهابي استخدم اسلوب التضخيم والمبالغة كجزء من حربه ضد الابرياء، فضلا عن بث الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك وتويتر واليويتوب)”، مشيرا الى ان “الهدف من ترويج شائعات لصالح تنظيم داعش هو اضعاف دور الجيش والتقليل من شأنه في تحرير المناطق التي سقطت بيد داعش”.
وبين الفيصل ان “بداية عصابات داعش حرب اعلامية قبل ان تكون عسكرية”، موضحا ان “قوة الاعلام الغربي في بداية الازمة التي تمر بها البلاد قابلها ضعف الاعلام العراقي”.
وفي ذات السياق، قال المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي خلال لقائه بوفد شبابي من العاملين في اذاعة الامل في محافظة ميسان، ان “الاعلام هو احد معاني القوة الناعمة وهذا المصطلح هو حديث التداول لكن هذا لايعني انُّهُ جديد فالاشاعات قدْ فتكت بجيوش عديدة وسببت بخسارتها، ومادمنّا على ابواب شهرِ مُحرم الحرام فيمكن ان نأخذ مثالاً من عاشوراء فجيش مسلم بن عقيل (عليه السلام ) انما انكسر بسبب الاشاعات ، بالمُناسبة انا هنُا ادعو الخطباء الى الاستفادة من هذه المواضيع حتى لانبقى نجتر المواضيع والقضايا التأريخية فيستطيعون ان يعرجوا مثلاً الى موضوع الاشاعة التي فتكت بجيش مسلم بن عقيل وهي بأنهُ جيش بني امية قادم وسينهي جميع المؤيدين لحركة مسلم ، فاستطاع بن زياد الانتصار بدون قتال”.
واكد المرجع اليعقوبي على المتخصصين في الاعلام بأن لابد ان يتناولوا هذا المصطلح ويبحثوه وجهة نظر الاسلام، فنحن كاسلاميين موجودون في قبال من يدَّعون بأنهم رواد ويعتبروننا عالة عليهم ، لا نحنُ عندنا ما نفوقهم به”.
واضاف ان “هذا الامر هو الخطأ الذي وقع بهِ رئيسُ الاركان الامريكية ديمسي حينما صرح بأنهم قد قصفوا تجمع لداعش بالقرب من مطار بغداد في حين التجمع لهؤلاء الارهابيون الدواعش كان في اطراف الفلوجة وقريباً من ابو غريب اي على بعد 25 كيلو متر تقريباً عن مطار بغداد ونتيجة لهذا التصريح جعل الخوف يدّب عند اهالي بغداد، اقول لهُ من قال لك هذا ، لماذا تُحدث هذا الارباك لدى القطعات العسكرية والناس ، افرض هم نيتهم ان يصلوا الى المطار ولكن هل وصلوا؟.. هذا التصريح الذي صدر لاقيمة له وسبب كثير من المشاكل”.

Comments (0)
Add Comment