البطحاء مدينة تقع في شمال الناصرية وهي تتبع اداريا لمحافظة ذي قار تميزت بالعديد من الخصال لجمالها وطيبة اهلها على تنوع مذاهبهم . كان لجريدة الناصرية الالكترونية جولة بين ازقتها بحثا عن احد مبدعيها فما كان لها الا ان تلتقي بالكاتب يوسف هداي لتسجل عنه بضع كلمات في هذه الاسطر .
يقول يوسف هداي، للحديث عن تجربتي القصصية فأنه عليّ الرجوع لثلاثة عقود مضت، إلى سني طفولتي.. إذ كنت أقطع مسافة طويلة بمعية والدتي التي تحمل عني عبء الكتب الثقيلة وهي توصلني الى المدرسة، ثم ترجع لوحدها لتؤوب ثانية لتصطحبني منها إلى البيت، وهكذا تربيت في كنف والديّ اللذين أغدقا علي من فيض حنانهما حتى أترعت، كوني ابنهما البكر..
كنت في صغري كثير السهوم، منزويا على نفسي، لا أخالط أحدا إلا ما ندر، أسمو بعالم خيالي، أخترع شخوصا وهميين جاعلا منهم أبطالا لقصص ومغامرات. لم يدر بخلدي حينها أن تلك الحكى ستتحول إلى روايات مطبوعة ذات يوم. وقد أصبح الحلم حقيقة إذ نشرت باكورة أعمالي بروايتي الموسومة “بين الأعور والشيطان” هذه الرواية التي دونت مادتها تحت دوي القصف وأزيز الرصاص في معارك المارينز في حرب عام 2003. حتى أن شظى القذائف المتطاير تناثر فوق سطح دارنا آنذاك. طبعت في عام 2010 وبذلك تكون أول رواية “بطحاوية” تصدر في ناحية البطحاء..
في عام 2013 نشرت روايتي الثانية”أصفاد من ورق” وهي رواية تسلط الضوء على العتمة، وتتحدث عن موضوع جوهري يكاد يشغل بال جل الروائيين.. أعني به: امتصاص الهوية في زمن ما بعد الكولونيالية.
كما كتبت القصة القصيرة، وأذيعت لي قصتان في إذاعة بي بي سي هما قصتي”الأسد”و “الجنسية الهولندية” جراء فوزي بمسابقة قصص على الهواء، وقد نشرت الأخيرة في صحيفة القبس الكويتية. كما فزت في مسابقة مركز النور للإبداع بالمركز الأول عن قصة”زهرة الخشخاش” ومن بعدها فزت بقصة”هكذا تحدث دالي” وهما قصتان ضمن مجموعة قصص مخطوطة لدي تتماهى خلالها اللوحات العالمية مع السرد القصصي. أما عن أقرب القصص إلى قلبي فهي قصة”قال أبوذر” والتي نشرت في مجلة السنبلة وكذلك في صحيفة الزمان.
لي مع الكتاب صداقة تاريخية تمتد لسنين، فلا أغفو إلا بجوار كتاب، وحينما أصحو أصابحه بقراءة ندف منه. قرأت التراث العربي، قبل أن أتعرف على الأدب العالمي. ولازلت أعتاش على ما تهبني إياه المكتبة العربية أو العالمية من إصدارات جديدة..
أكتب حاليا في رواية جديدة، لعلها ستكون مختلفة عن أعمالي السابقة من حيث بنائها الفني، وثيمتها الفكرية.. أتمنى أن تروق للقاريء المتفهم للنص..