أعلنت نقابة الفنانين العراقيين فرع ذي قار ،اليوم الثلاثاء، عن انطلاق فعاليات ملتقى الناصرية الاول للفيلم السينمائي القصير ، وفيما بينت ان الملتقى سيشهد عرض 12 فيلما على مدى يومين، اشارت الى ان الملتقى سيسهم بإحياء قطاع السينما في المحافظة.
وقال الناطق الاعلامي باسم الملتقى الكاتب المسرحي علي عبد النبي الزيدي في حديث الى (المدى برس) إن “الملتقى السينمائي الاول الذي يقام ضمن فعاليات مشروع احياء مدينة اور الاثرية على قاعة المركز الثقافي وسط الناصرية سيتواصل على مدى يومين بمشاركة 12 فيلم سينمائي قصير “.
واضاف الزيدي أن ” فعاليات الملتقى ستتضمن جلسات نقدية حول السينما العراقية، فضلا عن العروض السينمائية “، معربا عن امله بان “يسهم الملتقى السينمائي بإحياء قطاع السينما والفن السينمائي في المحافظة “.
ومن جانبه قال مخرج فلم ( شروكي ) الفنان علي الشيال في حديث الى (المدى برس) أن “الملتقى خطوة باتجاه صناعة الجمال واحياء تقاليد الفن السابع في مدينة الناصرية التي أنجبت العديد من المبدعين في مختلف المجالات الادبية والفنية”.
واضاف الشيال ” اليوم اشارك بفلم شروكي ضمن فعاليات ملتقى السينما والفلم يتحدث عن مظلومية ابناء جنوب العراق منذ تاسيس الدولة العراقية حتى الان”، متابعا أن”الفيلم انتج بإمكانيات بسيطة جدا وحاولت ان اعمل فيه على الصورة بدلا من الصوت وأمل أن يسهم الفيلم والافلام الاخرى المشاركة في الملتقى باعادة الحياة لروح السينما في المحافظة”.
بدوره اكد محافظ ذي قار يحيى محمد باقر الناصري في كلمة له خلال الملتقى السينمائي على “اهمية احياء قطاع السينما” مبينا ان ” السينما كانت ولعدة اعوام خلت منطلقا لخلق وعي اجتماعي فاعل من خلال دور العرض السينمائية التي كانت ملتقى لشرائح مختلفة من المجتمع” .
ولفت محافظ ذي قار الى ان “ما يميز الافلام القصيرة هو التزامها بقضايا الانسان واحترامها لعقل المشاهد وخروجها من الاطار التجاري المعتاد الذي تتبناه شركات انتاج السينما التجارية”.
وتعاني أغلب المحافظات العراقية خصوصا الجنوبية والفرات الأوسط من خلوها لقاعات العرض السينمائي والمسارح، بسبب المواقف المتطرفة لبعض الأحزاب والحركات الدينية، فيما لو تواصل هذا الإهمال للمعنيين في السينما من قبل الحكومة، فأن بعض الكوادر المهمة ستضطر لمغادرة البلاد بحثاً عن فرص يطلقون من خلالها إبداعاتهم السينمائية، وبوادر ذلك قد بدأت ببعض المخرجين الذين أصابهم الإحباط نتيجة الإهمال المقصود للإنتاج السينمائي.
يذكر أن السينما العراقية، بحسب بعض المصادر الفنية، أنتجت خلال سنوات عمرها ما يربوا على مئة فيلم عرض منها 99 ومنع عرض فلمين لأسباب مختلفة “فنية أو سياسية”.
وبدأ إنتاج الأفلام السينمائية العراقية في العام 1946، من قبل القطاع الخاص الذي أنتج أفلاماً أكثر مما أنتج القطاع العام، إذ أنتج القطاع الخاص 48 فيلماً سينمائياً في حين انتجت دائرة السينما والمسرح 41 فيلماً، كما يشير إلى ذلك الناقد السينمائي مهدي عباس، في كراسته (دليل السينما العراقية)، كما أنتجت شركة بابل (مختلطة بين الدولة والقطاع الخاص)، ثمانية أفلام إلى جانب فيلمين انتجتا من قبل دائرة التوجيه السياسي في وزارة الدفاع.
وبدأت بواكير صناعة الفيلم في العراق، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ولم يحالفها الحظ في دخول الإنتاج إلا في العام 1946 بإنتاج أول فيلم عراقي من قبل مجموعة من الشبان المتحمسين للسينما الذين أسسوا (شركة أفلام الرشيد العراقية-المصرية)، وكان الفيلم (ابن الشرق) الذي أخرجه إبراهيم حلمي، وعرض خلال أيام عيد الأضحى المبارك في20/11/ 1946، في سينما الملك غازي، ودفع نجاح فيلم (ابن الشرق) إسماعيل شريف صاحب سينما الحمراء في بغداد، بالتعاون مع اتحاد الفنانين في القاهرة، الذي يضم المخرج احمد بدرخان، والمصور عبد الحليم نصر، والماكيير آنذاك حلمي رفله، إلى إنتاج فيلم (القاهرة- بغداد) الذي قام ببطولته عميد المسرح العراقي حقي الشبلي أمام الفنانة المصرية مديحة يسري، وعرض الفيلم في بغداد لأول مرة في 10/3/1947 في سينما الحمراء.