أعلنت وزارة الداخلية التونسية أنها منعت دعاة دينيين كانوا يعتزمون القدوم من احدى الدول الخليجية إلى تونس للقيام بأنشطة دينية.
وتعتبر هذه الحادثة الأولى من نوعها بعد سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي.
وقال رجل الدين التونسي المقيم في بلجيكا قادر تيجاني في حديث الى “المسلة” ان ” الشيوخ الذين تم منعهم هم وعلي العسيري ومحمد بن عبد الله ال الزيد عبد الله سعيد الشهري وحسن بن راشد الشهري وآخرين.
وتابع تيجاني ” احد اسباب انتشار الاصولية وجهاد النكاح في تونس هم الدعاة الخليجيون وهذا ولد استياءً شعبيا من الدعاة ممن دفع السلطات الى اتخاذ هذا القرار”.
وكانت صحف تونسية نشرت خبراً مفاده أن شاباً تونسياً أقدم على تطليق زوجته بعدما تحوّلا إلى سوريا منذ ما يقارب الشهر لـ “يسمح لها بالانخراط في جهاد المناكحة مع المجاهدين” هناك ، مما اثار موجة عارمة من السخط على الدعاة.
وقالت وزارة الداخلية التونسية في بيان “تُعلِم وزارة الداخلية أنها منعت دخول 8 أشخاص قادمين من أحد البلدان الخليجية إلى تونس كانوا يعتزمون القيام بأنشطة دينية”.
ولم تشر الداخلية، التي يترأسها لطفي بن جدو، إلى أسماء الأشخاص والدولة التي وصلوا منها.
وفي 11 أيار الماضي انتقد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي توافد الدعاة الخليجيين على بلاده قائلا “نحن مع الدعاة التونسيين وليس الدعاة الذين يأتون من مكان آخر.. فلنا ما يكفي من مشايخ”.
و أكد مدير المعهد العربي للدراسات السياسية والاجتماعية في جنيف رياض الصيداوي بحسب قناة “روسيا اليوم” أن “رجال الدين أتوا من السعودية وهي ليست المرة الأولى التي يأتي بها مشايخ لنشر الوهابية في تونس البلد الإسلامي المعتدل”.
واعتبر “أن الخطر الوهابي بات مصدر تهديد للديمقراطيةِ وحقوقِ المرأة في تونس”.
وكان مصدر من مطار تونس قرطاج الدولي اكد لصحف تونسية أن شرطة المطار منعت عدد من شيوخ الوهابية القادمين من المملكة العربية السعودية من الدخول إلى التراب التونسي.
وقال ” اتحفظ عن ذكر القائمة اسماء الممنوعين من الدخول الى تونس”.
واعتاد شيوخ وهابيون ودعاة زيارة إلى تونس للقيام بسلسلة من المحاضرات في المساجد التونسية، مما اثار موجة من السخط بين التونسيين واعتبرها البعض ترويج لافكار العنف والتكفير.
وكانت نخب سياسية ودينية في تونس انتقدت السماح لشيوخ من الوهابية القدوم الى تونس.
ووصفت القيادية في حزب “حركة نداء تونس” المُعارض، سلمى اللومي الرقيق، توريط فتيات تونسيات في ما يُسمى بـ”جهاد النكاح” في سورية، وصفته بـ”العار على تونس”، ودعت إلى ضرورة معالجة ظاهرة تدفق “الجهاديين التونسيين” للقتال في سوريا بالحوار الآن وقبل إستفحالها.
وأضافت أن “المخاطر التي تهدد مكاسب المرأة مصدرها الدعاة الوهابيين الذين بدأوا يترددون على تونس، وبعض الشخصيات الحزبية التي أصبحت تروج لظواهر غريبة على المجتمع التونسي، منها تزويج القاصرات أو الأطفال، والزواج العرفي، وتعدد الزوجات”.
واعتبرت ان ” أخطر هذه الظواهر، ما يسمى بـ(جهاد النكاح)، عملا بفتوى الداعية الوهابي محمد العريفي”.
وأضافت ” للأسف الشديد تم إستقطاب تونسيات صغيرات وإرسالهن إلى سوريا للجهاد بالنكاح من خلال الزواج لبضع ساعات مع الجهاديين هناك”.
وقالت الرقيقي إن هذا الأمر “عار على تونس وعلى المجتمع التونسي، ويتعين على الجميع التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة والغريبة، كما يتعين أيضا التصدي لظاهرة الجهاديين التونسيين الذين يتدفقون على سورية للقتال هناك”.
وكان الداعية السعودي محمد العريفي، أصدر فتوى تجيز ما يسمى بـ”جهاد النكاح” في سورية والتي تنص على “إجازة أن يقوم المقاتلون من غير المتزوجين أو من المتزوجين الذين لا يمكنهم ملاقاة زوجاتهم بإبرام عقود نكاح شرعية مع بنات أو مطلقات لمدة قصيرة لا تتجاوز الساعة أحيانا يتم بعدها الطلاق”.