اثار التفجير الذي وقع امس الجمعة وسط العاصمة اللبنانية بيروت وأودى بحياة وزير المالية اللبناني السابق محمد شطح والعشرات من الضحايا، ردود افعال محلية ودولية واسعة.
وقال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بعد توجيهه لعقد اجتماع فوري للهيئة الوطنية العليا لادارة الكوارث ” إننا ندين هذا الاغتيال الذي استهدف شخصية سياسية واكاديمية معتدلة وراقية آمنت بالحوار ولغة العقل والمنطق وحق الاختلاف في الرأي. كما ندين كل اعمال العنف والقتل التي لا توصل الا الى المزيد من المآسي والخراب والاضرار بالوطن”، مطالباً القيادات السياسية بالسعي الجاد لتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، لإنقاذ لبنان والشعب اللبناني من الأزمة الحالية”.فيما اكد رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري ان من قتلوا وزير المالية السابق محمد شطح هم أنفسهم من قتلوا والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في العام 2005.واغتيل شطح مستشار الحريري الذي يتزعم تيار المستقبل في لبنان، خلال انفجار سيارة مفخخة وسط بيروت في منطقة عين المريسة.وقال الحريري في تغريدات له على موقع تويتر:” الذين اغتالوا محمد شطح هم الذين اغتالوا رفيق الحريري”.وبحسب مصادر، فقد كان شطح متوجها إلى منزل الحريري، حيث كان من المقرر أن يعقد اجتماعا لكتلة 14 آذار، لبحث الأوضاع الأمنية في البلاد، بحسب النائب عن تيار المستقبل مصطفى علوش.
وأسفر الانفجار عن مقتل 8 أشخاص على الأقل وجرح العشرات.
وذكرت “رويترز” ان الانفجار دمر مطعما ومقهى وان عددا من السيارات اشتعلت فيها النيران وان الزجاج المحطم تناثر في كل مكان وانتشرت رائحة المتفجرات في الأجواء، فيما أغلقت معظم أحياء العاصمة اللبنانية بعد أن سدت الشرطة الطرق في أرجاء المدينة.وحمل رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة بشكل ضمني حزب الله مسؤولية الاغتيال، ودعا المحكمة الدولية إلى ضم ملف شطح إلى قضية اغتيال الحريري.
من جانبه، قال رئيس الوزراء المكلف تمام سلام إن “اغتيال شطح دليل على أن لبنان يتعرض لمؤامرة”، فيما اعتبر رئيس البرلمان نبيه بري عملية الاغتيال “محاولة لإيقاع الفتنة بين طوائف لبنان ومذاهبه”.بدوره اكد الرئيس اللبناني الأسبق وزعيم حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل ان هناك رابطا بين اغتيال شطح ومسيرة الشهداء التي بدأت باغتيال رفيق الحريري.وطالب عدد من السياسيين وقادة الأحزاب السياسية، القيادات اللبنانية بالتعالي فوق مصالحهم الشخصية الضيقة والالتفاف حول مؤسساتهم الشرعية والعسكرية والإسراع بتشكيل الحكومة، بغية نزع فتيل التفجيرات وإعادة الأمن والاستقرار الى البلاد.ودان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، التفجير، داعيا “الجميع في لبنان الى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء المخططات التي تستهدف امن البلاد وسلامته”.وكذلك دان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند “الهجوم الجبان” الذي هز العاصمة بيروت.
وذكر بيان رسمي ان هولاند أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس اللبناني ميشال سليمان “جدد خلاله دعمه الكامل للجهود من أجل استقرار وأمن لبنان”.من جانبه ابدى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، في تصريح صحافي” تعاطفه وتضامنه مع اللبنانيين وعائلات الشهداء الذين قتلوا في انفجار امس”، داعيا جميع اللبنانيين الى التماسك في ظل الظروف الحالية.فيما أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش أن موسكو تدين بحزم العملية الارهابية التي وقعت في بيروت.
وقال ان “موسكو تدين بحزم هذه الجريمة غير الإنسانية” وأشار المتحدث الى أن هدف هذه الجريمة “تأجيج التوتر السياسي والطائفي في البلاد”.
ودانت اسبانيا بشدة التفجير، واعربت الخارجية الإسبانية في بيان مقتضب عن “دعم مدريد لشعب لبنان وحكومته في جهودها الهادفة الى حفظ السلام والاستقرار وضمان التعايش السلمي في المنطقة التي تشهد ضغوطا وتوترات خطيرة”.كما استنكرالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بشدة التفجير.واعتبر العربي في بيان صحفي تلقت “الصباح” نسخة منه، أن “جريمة اغتيال شطح، وفي هذا التوقيت بالذات، إنما هي استهداف لما عرف عن الوزير شطح من مواقف وطنية وفاقية معتدلة وانفتاح سياسي ودور مميز في الدفاع عن وحدة لبنان واستقلاله وسيادته”.
ودعا الأمين العام جميع القيادات السياسية اللبنانية إلى اليقظة والحذر وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتفويت الفرصة على العابثين بأمن لبنان واستقراره، ولحماية لبنان من تداعيات هذا العمل الإجرامي الهادف إلى اشعال نار الفتنة والزج بلبنان في دائرة الفوضى والعنف.