هيهات منا الذلة ,,,, في الميزان

خياران فرضها الواقع السياسي والاجتماعي على الحسين بن علي –ع-  وهما ما صرح بهما ( السلة والذلة ) ونستطيع ان نستنتج  الخيار الثالث حين البحث بين طيات الاسطر في مواقفه وكلماته الشريفة .

 الخيار الأول: الميول إلى الدعة والراحة وفق طرقية مغلفة بغلاف الإسلام والاكتفاء بالجلوس في اقرب مسجد  للاستخارة وصلاة الجماعة والبت في القضايا التي لا ربط لها بالسياسة والمشاكل المفصلية للمجتمع. وهذا ما يطلق عليه المفكرون الواعون بالحوزة الساكتة أو المتقاعسة التي تطبق حلم إبليس من حيث شعرت أو لا تشعر فلا  أمر بالمعروف ولا نهي عن منكر ولا إقامة للشعائر الإلهية ولا بت بقضايا الأمة المصيرية  والطلاق بالثلاثة للعلوم المعاصرة . وهذا الخيار الذي رفضه سيد الثوار وعبر عنه بالذلة و الاهانة وصفعة في وجه الإسلام وتمزيق معنوي للقرآن . وبداية التآكل لرسالة السماء.وفتح الباب أمام دخول الخزعبلات والترهات وعبث العابثين . لان الذلة لا تعني تقبيل أقدام الأخر والعمل في مهن وضيعة.بل إنها في المنظور الحسيني الانكفاء على مشاكل هامشية وعشق الجلوس بين جدران اربعة .

 لم يكن الحسين ينظر للإسلام – الذي من المفترض أن يقود الحياة – بنظرة تفسير المنامان والفتوى بأحكام صلاة المسافر وثبوت الهلال من عدمه كما يفعل البعض الآن . لأن هذه الأمور الفردية  التي هي وان كانت مهمة لكنها لا تعني شيئا أمام الواجبات الاجتماعية التي اضطلع بحملها القادة الناطقون وفي طليعتهم سيد الشهداء –ع- .

الخيار الثاني : هو النهوض بالسيف حينما توفرت أسبابة , و وقعت في اليد مستمسكاته  .فرأى ان الحياة بهذه الطريقة هي حياة رتيبة ومملة ومهزوزة ولا تتناسب مع شخصيته التي حددها القرآن. فقال نداءه الخالد   ( لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما ).فماكان من سيد الشهداء الا أن يقدم الجسد الطاهر والروح الطيبة قربان قليلا . لأنه لا يرى لنفسه أي قيمة إذا لم يقوم بواجبه كمرجع قائدا للامة . فلا بأس أن يتقدم نحو ملاقاة الحتف . ليؤسس الأساس  الحسن لكل قائد ومصلح في أن ينهض بواجبه حتى وان أدى الأمر إلى القتل والتسقيط والشتم على المنابر . وهذا هو الذي رفع معنويات المراجع الحركيين والقادة المصلحين فان ما يلاقوه لا يقاس بما حصل للامام الحسين بكل المقاييس

الخيار الثالث : الموافقة على الذلة لاسامح الله من خلال عدم النهوض بالسيف  من جهة وعدم تأدية الواجب الشرعي السياسي والاجتماعي من جهة اخرى .والركون للظلم ومجاملة العامة والسير مع موجة المتقاعسين أمثال ابن الزبير وابن عمر أو من هو على شاكلتهم من الساكتين حاليا . وهو إسلام جديد أبى سيد الشهداء أن يقره أو يشرعنه أو أن يكون شاهد زور على وجوده .

Comments (0)
Add Comment