طالب رئيس الوزراء نوري المالكي جميع الاجهزة الامنية بضرورة وضع الخطط وبذل اقصى الجهود من اجل حماية مجالس العزاء ومواكب الزائرين الذاهبين الى كربلاء، داعيا المواطنين الى مشاركة الاجهزة الامنية في مراقبة اي ظاهرة غريبة او اي محاولة تريد ان تستهدف مواكب عزاء الحسين (ع) ومجالس العزاء.
وقال المالكي في كلمته الاسبوعية التي تلقت «الصباح» نسخة منها امس، انه «مع حلول شهر محرم الحرام والعام الهجري الجديد، تتجدد وعلى طول الايام والاعوام ذكرى الطف الأليمة والدم الطاهر للحسين(ع) واصحابه واهل بيته، ذكرى الجريمة التي لن ينساها التاريخ والاحرار، ويبقى دم الحسين(ع) ما ان سال في الأرض حتى استوقف الزمن واستوقف التاريخ والبشر»، مشيراً الى ان «هذه الملحمة الخالدة التي انتصر فيها الدم الخالد على سيف الجريمة الخالد، دم يريد تحرير الانسان واقامة العدل وحكم الله في الارض، وسيف الجريمة يستمر ويريد ان يقضي على كل خير وأمل واشراقة في تاريخ البشرية».
واضاف ان التاريخ يقف عند الطف خضوعا وخشوعا ودموعا ودماء، وعند الطف يقف المفكرون والكتاب والمتأملون ليستلهموا من ثبات الحسين وشجاعته واخلاصه ووفائه للمبدأ والعقيدة والشريعة التي حماها بدمه الشريف وموقفه الخالد، حماها من الزيف والتحريف والمحرفين الذين ارادوا ان يقضوا على شريعة محمد(ص)»، لافتاً الى انه «بعد الف وما يقرب من اربعمئة عام ورائحة الدم الزكي ولوعة الجريمة مستمرة في نفوس المسلمين واتباع الحسين (ع) ومحبيه»، مؤكداً ان «الحسين (ع) سيبقى رمزا يحتفظ به الزمن لكل الثائرين ولكل الذين يحملون مبادئ وقيما، وكل الذين يصدقون في تحمل المسؤولية».
وقدم المالكي في كلمته تعازيه لكل المسلمين الذين فجعوا بدم الحسين(ع) ولاتباعه ومحبيه والذي ما ضحى بنفسه واهل بيته الا من اجل المسلمين جميعا، ومن اجل الاسلام بل ومن اجل الانسانية التي جاء الاسلام لاجلها، محيياً كل الذين يحيون أمر اهل البيت(ع)، وابرزها تخليد واقامة شعائر العزاء ومراسيم العزاء في ذكرى الطف الاليمة.
واشار الى ان اعداء الحسين (ع) ليسوا فقط الذين ارتكبوا جريمة الطف، انما هم الذين يستمرون بقتل الناس يوميا وبقتلهم للناس يقتلون الحسين(ع) الذي ضحى من اجل هؤلاء الناس الابرياء مرة اخرى، فالحسين(ع) مستمر وقتلته مستمرون والتاريخ يشهد هذا الصراع الدامي، في كل يوم يقتل بالجرائم التي يرتكبونها بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة، لاسيما تلك التي تستهدف مجالس العزاء ومواكب الزائرين الذين يذهبون لاحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين(ع).وبين اهمية استلهام مواقف القوة والوحدة التي ماضحى الحسين (ع) الا من اجل المسلمين جميعا، مؤكداً ضرورة ان نستلهم هذه الوحدة التي نحتاجها لبلدنا في مواقفنا وفي اخوتنا وتماسكنا من اجل بناء عراق قوي يسعد فيه الانسان، وينتهي فيه سيف شمر بن ذي الجوشن، ويحيا فيه دم الحسين زكيا، عبقا معطاء، حاثاً كل الذين يخدمون زوار الحسين (ع) والذين يقيمون مجالس العزاء على تقديم هذه الملحمة للناس بصورتها الناصعة التي ارادها الحسين (ع) ان تبقى خالدة».وطالب رئيس الوزراء جميع الاجهزة الامنية من الشرطة والجيش وباقي الاجهزة بضرورة وضع الخطط وبذل اقصى الجهود من اجل حماية مجالس العزاء ومواكب الزائرين الذين يذهبون الى كربلاء، داعيا المواطنين من العلماء والخطباء والناس العاديين جميعا الى ان يكونوا شركاء الى جنب الاجهزة الامنية في مراقبة اي ظاهرة غريبة او اي شخص غريب او اي محاولة تريد ان تستهدف مواكب عزاء الحسين (ع) ومجالس العزاء، لاسيما اولئك الذين يستهدفون التجمعات ويرتكبون جرائمهم بالانتحار وبالاحزمة الناسفة.
وخاطب الذين يقفون على حماية هذه المواكب من اصحابها والاجهزة الامنية ان يجروا عملية تدقيق ومتابعة ومراقبة بعيدا عنها، حتى اذا اراد ان يأتي احد لا يكون قريبا من اصحاب المواكب والعزاء، متمنيا المزيد من الوعي والمراقبة لابعاد كل السيارات وكل الوسائل والآليات التي قد يستخدمها الارهابيون في اقتحام مجالس العزاء، وحبذا لو تمكن اصحاب المجالس من ابعاد مجالسهم عن الطرق العامة، حتى لا تستهدف، واذا لم يكن ذلك فلابد من قطع الطرق التي فيها مجالس العزاء والتي تمر بها السيارات.
وختم رئيس الوزراء كلمته بالسلام على الحسين (ع) واصحابه، والسلام على كل الذين يحيون شعائره وثورته ونهضته، وعلى كل الذين يستلهمون الحسين(ع) في مواقفهم في عطائهم واخوتهم ودفاعهم عن الحق، داعياً الله «عز وجل» ان يرزق ويوفق الجميع الى الالتحام والوحدة واتخاذ العبر والقدوة والاقتداء بالحسين (ع) من اجل حماية الانسان وحماية الاوطان والبناء السليم والعلاقات الاخوية التي ارادها اهل البيت جميعا وفي مقدمتهم الحسين(ع).