اعلنت بعثة منظمة حظر الاسلحة الكيمياوية المكلفة بنزع الترسانة الكيمياوية السورية، ان دمشق تتعاون “بشكل كامل” مع المفتشين، وذلك في بيان اصدرته امس الثلاثاء.
ويأتي ذلك في وقت مارست فيه دول غربية وحلفاؤها في الشرق الاوسط ضغطا على المعارضة المنقسمة في سوريا للاشتراك في مؤتمر”جنيف 2″.
وقالت سيغريد كاغ، منسقة البعثة التي وصلت الى دمشق امس “حتى الساعة، تعاونت الحكومة السورية بشكل كامل في دعم عمل الفريق المتقدم والبعثة المشتركة بين منظمة حظر الاسلحة الكيمياوية والامم المتحدة”، والتي تولت حتى الآن التحقيق في 17 موقعا لانتاج وتخزين الاسلحة الكيمياوية.
وتقوم البعثة بمهمتها في إطار قرار مجلس الامن الدولي الرقم 2118، والذي ينص على تدمير الترسانة الكيمياوية السورية بحلول منتصف العام 2014.
وعينت كاغ من جانب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، على ان يكون مقر عملها في قبرص حيث القاعدة الخلفية للبعثة التي يفترض ان تضم نحو مئة خبير من المنظمتين، وهي مكلفة بتدمير الاسلحة الكيمياوية السورية تنفيذا للقرار الصادر في نهاية ايلول الماضي.
وكانت منظمة حظر الاسلحة اعلنت الاثنين ان “عمليات تفتيش شملت 17 موقعا. وقام المفتشون في 14 موقعا بانشطة مرتبطة بتدمير معدات اساسية بهدف جعل المنشات غير قابلة للاستخدام”، والمواقع التي شملها التفتيش هي من ضمن لائحة بعشرين موقعا قدمتها دمشق الى منظمة حظر الاسلحة.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي تستضيف بلاده اجتماعا يحضره وزراء خارجية 11 دولة هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والسعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن، ضمن ما يعرف بــ”اصدقاء سوريا”،” انه من المهم ان تنضم جميع عناصر المعارضة السورية المدعومة من الغرب الى المحادثات”.
وقال لراديو هيئة الاذاعة البريطانية “اذا لم يكونوا جزءا من العملية السياسية فلن يكون هناك خيار امام الشعب السوري سوى الاختيار ما بين الاسد والمتطرفين.”
غير ان فصائل المعارضة ترفض بحث أي شيء بخلاف الرحيل الفوري للاسد الذي قال يوم الاثنين انه لا يرى سببا يمنعه من خوض الانتخابات مرة اخرى العام القادم.
ويرفض كثير من المسلحين وأغلبهم اسلاميون يقاتلون في سوريا الاعتراف بالمعارضة في المنفى التي يؤيدها الغرب.
وقال هيغ انه لا يوجد حل عسكري للازمة وحث السوريين على الاقدام على “حلول الوسط الضرورية لنجاح عملية السلام”.
وابلغ ما يعرف برئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا الحلفاء الغربيين والعرب، أن المعارضة لن تحضر محادثات السلام المقترحة في “جنيف 2″، إلا إذا كان هدفها هو رحيل الرئيس السوري.
ووفقا لنص الكلمة التي القاها الجربا أمام اجتماع أصدقاء سوريا في لندن قال” إن المعارضة السورية تجازف بفقدان مصداقيتها إذا استسلمت للضغوط الدولية بالذهاب إلى جنيف دون تحقيق هدف الانتفاضة الرئيس وهو الاطاحة بالأسد”.
وقال العديد من المسؤولين وبينهم أمين الجامعة العربية نبيل العربي انهم يتوقعون ان ينعقد مؤتمر “جنيف 2” يوم 23 تشرين الثاني المقبل وان قالت الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة انه لم يتحدد موعد رسمي حتى الان.
وفي الاثناء، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن طهران لن تقبل بأي شروط مسبقة لمشاركتها في مؤتمر “جنيف 2”. وقالت أفخم في إيجاز صحفي امس، إن “جمهورية إيران الإسلامية تلعب دورا إيجابيا وخلاقا في سوريا وتتمسك بضرورة السماح للشعب السوري باستخدام حقه في تقرير مصيره”.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أعلن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري خالد العطية يوم الاثنين في باريس، “إننا لسنا متأكدين بأن الدور الإيراني سيكون إيجابيا في مؤتمر “جنيف -2″ بما في ذلك دعم خطة الحكومة الانتقالية في سورية”.